إلا ما حسن من الافعال، ولا يشاء إلا الجميل من الاعمال ولا يريد القبائح ولا يشاء الفواحش، تعالى الله عما يقول المبطلون علوا كبيرا. قال الله تعالى: (وما الله يريد ظلما للعباد) (9) وقال تعالى: (يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر) (2) وقال تعالى: (يريد الله ليبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم) (3) الاية. وقال: (والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا
---
= وقال العلامة الامام حجة العلم والدين السيد عبد الحسين شرف الدين العاملي - مد ظله - في رسالته النفيسة (إلى المجمع العلمي العربي بدمشق - ص 50 - 52 ط صيدا) ما نصه: وكفى في فضل ابن شهر آشوب إذعان الفحول من أعلام أهل السنة له بجلالة القدر وعلو المنزلة، وقد ترجمه الشيخ صلاح الدين الصفدي خليل بن أيبك الشافعي، فذكر أنه حفظ أكثر القرآن وله ثمان سنين، وبلغ النهاية في اصول الشيعة، (قال): وكان يرحل إليه من البلاد، ثم تقدم في علم القرآن والغريب والنحو ووعظ على المنبر أيام المقتفي ببغداد فأعجبه وخلع عليه، وقال: وكان بهي المنظر حسن الوجه والشيبة، صدوق اللهجة، مليح المحاورة، واسع العلم، كثير الخشوع والعبادة والتهجد، لا يكون إلا على وضوء (قال): وأثنى عليه ابن أبي طي في تاريخه ثناءا كثيرا، توفي سنة 588. وذكره الفيروز آبادي في محكي بلغته، وأثنى عليه بما يقرب من ثناء الصفدي، وذكر أنه عاش مائة سنة إلا عشرة أشهر. وعن بعض أهل المعاجم في التراجم من أهل السنة أنه قال في ترجمته: وكان إمام عصره، ووحيد دهره، أحسن الجمع والتأليف، وغلب عليه علم القرآن والحديث، وهو عند الشيعة كالخطيب البغدادي لاهل السنة في تصانيفه وتعليقات الحديث ورجاله ومراسيله، ومتفقه ومتفرقه الى غير ذلك من أنواعه، واسع العلم، كثير الفنون، مات في شعبان سنة 588 ه. چ. (1) المؤمن: 31. (2) البقرة: 186. (3) النساء: 26.
--- [ 51 ]
صفحة ٥٠