تنزيه الأنبياء عما نسب إليهم حثالة الأغبياء
تصانيف
** وأما قوله للخصم :
منه ونرجع إلى ما نحن بسبيله.
** قالوا :
قبل أن يسمع قول الآخر؟.
** فالجواب عن هذا يتصور من وجهين : أحدهما :
صدقه الآخر في قوله ، فقال للأول : ( لقد ظلمك ).
** والثاني
وأما أن يقول له : ( لقد ظلمك ) من غير أن يسمع حجة الآخر ، فهذا لا نسوغه في حق عاقل منصف ، فكيف في حق من آتاه الله الحكمة وفصل الخطاب؟!.
ألا ترى موقف يعقوب عليه السلام لما جاءه بنوه عشيا يبكون وهم جماعة فقالوا ما قالوا ، فقال : ( بل سولت لكم أنفسكم أمرا ) [يوسف : 12 / 18] ، ولم يقبل أقوالهم ولا دموعهم بغير دليل ، فكيف يقبل داود عليه السلام قول الخصم من غير حجة ، حتى يقول له : ( لقد ظلمك )؟ هذا لا يصح في حقه.
وأما قوله للخصم : ( لقد ظلمك )، فعنى به : بخسك وغبنك في قول كان غيره من المباحات أولى بك منه. وحد الظلم في اللسان : وضع الشيء في غير موضعه. وقد قدمنا أن قول قائل لغيره : أكفلني زوجك ، ليس بظلم منهي عنه شرعا ، فلم يبق إلا ما ذكرناه في حقه.
وأما قوله : ( وإن كثيرا من الخلطاء ليبغي بعضهم على بعض ) (1) [ص :
صفحة ٤٥