252

الإعراب : قوله : (( الحذف )) يصح أن يكون مبتدأ ، ويصح أن يكون فاعلا بفعل مضمر ، تقديره مبتدأ : والحذف ثابت أو مستقر للجميع في ألف الرحمن(¬5)فيكون المجروران - أعني قوله : (( للجميع )) ، وقوله : (( في الرحمن )) - متعلقين بالثبوت والاستقرار(¬6)، وتقديره على أنه فاعل بفعل مضمر : وجاء الحذف للجميع في الرحمن ، فيتعلق المجروران ب (( جاء )) ، وقوله(¬1): (( حيث )) ظرف مكان والعامل فيه إما [حال من](¬2)الثبوت والاستقرار على الإعراب الأول ، وإما [حال من الحذف](¬3)على الإعراب الثاني .

و(( حيث )) فيه ثلاث لغات : ضم الثاء وفتحها وكسرها ، واللغة الفصيحة ضم الثاء ، وحيث فيه ثلاث أسولة : لم بني ؟ ، ولم بني على الحركة ؟ ، ولم اختص بتلك الحركة؟

إنما بني : لشبهه بالحرف في الافتقار ، لافتقاره إلى جملة يضاف إليها ، وقيل : لتضمنه معنى حرف الإضافة ، وهو اللام .

وبني على الحركة : للالتقاء الساكنين .

واختص بالضمة : لأنها حركة لا تكون للظروف في حال إعرابها .

وبني على الفتحة على لغة الفتح : طلبا للتخفيف ، وبني على الكسرة على لغة الكسر : لأن الكسرة أصل في التخلص من التقاء الساكنين .

وقوله : (( أتى)) فعل ماض ، وقوله : (( في جملة القرآن )) متعلق ب (( أتى ))(¬4). ثم قال :

[46] كذاك لا خلاف بين الأمة **** في الحذف في اسم الله واللهمه

ذكر الناظم في هذا البيت : لفظين وأن أهل الرسم اتفقوا كلهم على حذف الألف فيهما .

قوله : (( كذاك لا خلاف بين الأمة )) البيت ، معناه : كما اتفقوا على حذف الألف في الرحمن كذلك اتفقوا - أيضا - على حذف الألف في هذين اللفظين - أيضا - .

وقوله : (( بين الأمة )) ، أي بين جماعة أهل الرسم ، لأن لفظ الأمة يطلق على ثمانية معان(¬5):

يطلق على الجماعة ، ومنه قوله تعالى : { وجد عليه ?مة من الناس يسقون }(¬6)، أي جماعة من الناس .

صفحة ٣١٥