83

============================================================

السهيد شح معالم العدل والنوحيل وأما ثالثا فإن الله أنعم علينا بأن سخر الشمس والقمر والنجوم لمنافعنا، واستدعى بذلك أن نحمده عليه فقال: (والشمس والقمر والنجوم)(1). فلو كانت هذه الأجرام حية وكانت هي المؤثرة في هذه الحوادث لكانت هي المنعمة عينا، ولوجب علينا شكرها لمكان نعمتها، ونحن نعلم قطعا من زمن الأنبياء ضرورة أنه لا يتوجه علينا شكرها وإنما يتوجه الشكر علينا في جميع منافعها لله الذي خلقها وسخرها لمصالحنا بما فعل فيها، ونعلم أن هذه الأجرام كلها حوادث مخلوقة لمنافع الخلق بمنزلة أجرام الأرض والسماء والماء والهواء.

ال وثانيهما أنا نشاهد في العالم حوادث خسيسة يستقبح العقل إضافتها إلى الله تعالى مثل الحيوانات المؤذية وسائر المحن والآفات والضرر فيجب تنزيه الله تعالى عنها وإضافتها إلى هذه الأجرام. وهذا باطل لوجهين: أما أولا فإن الله تعالى إذا كان هو الفاعل لكل ما في العالم كان ذلك أعظم وأجل وأكمل من أن لا يكون كذلك.

و أما ثانيا فلا نسلم أن العقل يستقبح إضافتها إلى الله تعالى لأن فيها أغراضا حكمية وأسرارا مصلحية استأثر الله تعالى بعلمها، فكيف يقال بأنها لا تضاف إلى الله سبحانه.

الفصل الثالث في الرد على عبدة الأصنام يقرب أن يكون أول من دعا إلى عبادة الأصنام هم الصابئة، فلا جرم ألصقنا هذا الفصل بالكلام عليهم.

واعلم أنه لا مذهب أسخف من مذهب عبدة الأصنام، وبطلانه يعرف ببديهة العقل، وقد نبه الله على تهجين عقوهم وضعف أحلامهم بقوله تعالى: ( إن الذين تدعون من دون - سورة النحل: آية 12. وقد جاءت في الأصل هكذا: (وهوالذيي حخر الشمس والقمر والنجوم).

صفحة ٨٣