82

============================================================

الشهيد شح معالمر العدل والنرحيل أما أولا فمن سلم لكم أن هذه الحوادث من آثار النجوم، وإنما هي آثار لفاعل مختار كيم فدلوا أولا على أنها من آثارها، واستشهدوا بها.

وأما ثانيا فالأفعال عندكم على نوعين: طبيعية، واختيارية. والاختيارية هي التي تدل على أن فاعلها حي، فمن أين ثبت لكم أن أفعال هذه النجوم اختيارية، وما أنكرتم أن تكون طبيعية فلا تكون حية.

و أما ثالثا فحاصل كلامكم في دلائلكم على كونها حية أنها أكمل من غيرها، ولا كمال إلا بالحياة، فنقول لكم: أليس جسم الياقوت والذهب أكمل من جسم البعرة والحصاة؟

الومع ذلك فلا حياة في الذهب والياقوت، فما أنكرتم أن تكون هذه النجوم كاملة في الجسمية ولا تكون حية.

وأما الثالث وهو بطلان إسناد هذه الحوادث إلى حركاتها. فقد احتجوا له بأمرين: أولهما أنهم قالوا: لما رأينا هذه الحوادث في عالمنا تختلف باختلاف أحوال الكواكب في صلاحها وفسادها وجب آن يكون معلقا بها. وهذا باطل لوجوه: أما أولا فمن سلم لكم أن هذه الأفعال من تأثير الكواكب، وإنما هي بفعل الله تعالى يفعلها عندها على حسب المصلحة وقانون الحكمة، فبينوا بطلان هذا الاحتمال ليصح ما ذكرتم.

وأما ثانيا فكما تقف هذه الحوادث على أحوال هذه الكواكب فهي واقفة على غيرها من تنقية الأرض وإصلاحها وسياقة الأمراء، فلم أضفتموها إلى النجوم أولى من إضافتها إلى غيرها.

صفحة ٨٢