فاما لم كانت القوة المتخيلة ليست تاتى فى الاكثر بالمعنى الشخصى الحقيقى الداخل تحت الكلى الذى يفيضه العقل وانما تاتى بالمعنى المحاكى له؟ فذلك لان للشىء المحسوس صورتين. روحانية، وهى الصورة المحاكية له؛ وجسمانية، وهى صورة الشىء المحسوس نفسه، لا الصورة المحاكية له. والصورة المحاكية انما كانت اكثر روحانية لانها اقرب الى طبيعة الكلى من صورة الشىء الحقيقية. فلذلك كانت النفس المتخيلة تقبل المعنى المعقول باتم ما يمكن فى جوهرها ان تقبله من الروحانية، وقد تقبله احيانا جسمانيا، فيرىء الرأى فى النوم الصورة نفسها، لا ما يحاكيها.
صفحة ٨٢