فالنوم بالجملة يعرض لمكان تغير الحار الغريزى فى كميته وكيفيته. اما النوم الذى يحدث عن الغذاء، فلمكان رطوبته وبرده. واما الذى عن التعب، فلمكان نقصانه وبرده. واما لم كان الحيوان يعرض له هذا العارض فلموضع الضرورة، لانه لما كان من ضرورة هذه الاجسام ان يلحقها الخلال والتعب عند الحركة وكانت مغتذية، احتاجت الى النوم لمكان الراحة وضرورة الاغتذا الاغتذاء . وذلك بخلاف ما عليه الامر فى الاجرام السماوية، فان تلك لما لم يلحقها الخلال ولم تكن مغتذية، لم تكن محتاجة الى النوم. فقد تبين من هذا القول ما هو النوم ولاى جزء من اجزاء النفس ينسب، ولاى عضو من اعضاء البدن، وكيف يعرض ولم يعرض.
صفحة ٦٥