فنقول ان المتذكر انما صار يلتذ بذكر الاشيا التى ليست موجودة بالفعل من جهة ان الاشياء التى تبعثه على التذكر، هى اشياء موجودة بالفعل، وهى ضرورة مناسبة للاشياء المتذكرة. فلكون شبيه الشىء مدركا له بالفعل، يلحق المتذكرمن اللذة والاذى عند ذلك ما يلحقه لو كان ذلك الشىء موجودا بالفعل. فكانه يتوقع خروج ذلك الشى الى الفعل، وكانه عند النفس فى حد الممكن. وذلك انه اذا وجد شبيه الشىء، كان الشى ممكنا ان يوجد. فالنفس اذا تذكرت شيئا من اجل محسوس مناسب لذلك الشىء الذى مر بها، اشعرها العقل ان ذلك المحسوس من جنس ما كان عندها مخرجا وموجودا بالقوة، وانه ممكن ان يخرج الى الفعل، كما خرج الى الفعل هذا الشبيه الذى نبهنا عليه. فيعرض عند ذلك من الالم بالشى المتذكر او اللذة مثل ما كان يعرض لو كان موجودا بالفعل.
صفحة ٤٩