فنقول ان الاشياء المدركة لنا اما ان تكون فى الآن والزمان الواقف مثل مدركات الحس، واما ان تكون متوقعة الوجود فى الزمان المستقبل وهذه هى الامور المظنونة، واما ان تكون مدركة فى الزمان الماضى. وبين ان الذكر انما يكون فى هذه فانا لسنا نسمى ذكرا ما حصلت معرفته لنا الآن، ولا ما يتوقع وجوده. وانما يذكرالمرء ما حصلت له المعرفة به قبل فى الزمان الماضى. والتذكر هو طلب هذا المعنى بارادة اذا نسيه المرء، واحضاره بعد غيبته، بالفكرة فيه. ولذلك يشبه الا يكون التذكر الا خاصا بالانسان. واما الذكر، فهو لعامة الحيوان المتخيل، فانه يظن ان اجناسا كثيرا من الحيوان لا تتخيل، كذوات الاصداف والدود.
صفحة ٣٧