والسمع فى الانسان هوالطريق الى التعلم، لان التعلم انما يكون بالكلام، والكلام انما يتادى اليها من طريق السمع؛ الا ان دلالة الالفاط ليس هو للسمع وانما هو للعقل. وكل حاسة من هذه الحواس فى الانسان هى الطريق الى المعقولات الاولى الحاصلة له فى ذلك الجنس، وبخاصة السمع والبصر. ولهذا يقول ارسطو ان الذين لم يعدموا هاتين الحاستين، هم اكثر عقلا واجود ادراكا فهذه هى جمل الاشيا التى فى هذه المقالة على اكثر ما امكننا من الايجاز. واما ما يذكر فى اخر هذه المقالة من اعطاء السبب فى جيدة قوة الذكر وضعفها، فالموضع اللائق به هو عند التكلم فى المقالة الثانية فى القوة الذاكرة.
صفحة ٣٥