أن بناء دور الجنة وغرس الأشجار، يحصل بأعمال بني آدم الصالحة من الذكر وغيره، وكذلك حسن ما فيها من الزوجات وغيرهن، يتزايد بتحسين الأعمال الصالحة، فكذلك جهنم، تسعر وتزدار آلات العذاب فيها، بكثرة ذنوب بني آدم وخطاياهم وغضب الرب تعالى عليهم، نعوذ بالله من غضب الله، ومن النار، وما قرب إليها من قول وعمل، بمنه وكرمه.
وقد سبق في الباب الخامس، صفة تسعر النار يوم القيامة ومزيدها، بإيقاد البحر وإضافته إليها.
فصل - تسجر جهنم بعد دخول أهلها
وتسجر على أهلها بعد دخولهم إليها.
قال الله ﷿:
﴿ومن يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد لهم أولياء من دونه ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عميًا وبكمًا وصمًا مأواهم جهنم كلما خبت زدناهم سعيرًا﴾ .
قال ابن عباس: كلما طفئت أوقدت، وقال ابن عباس: خبت: سكنت.
وقال ابن قتيبة: خبت النار، إذا سكن لهبها، فاللهب يسكن والجمر يعمل.
وقال غيره من المفسرين: تأكلهم، فإذا صاروا فحمًا، ولم تجد النار شيئًا تأكله، أعيد خلقهم خلقًا جديدًا، فتعود لأكلهم.
وقوله: ﴿زدناهم سعيرًا﴾ أي نارًا تتسعر وتتلهب.