============================================================
تجريد الاغانى حتى أقصد كما؟ فقالا : نحن جيران الفرزدق الشاعر . فضحك، ونزل فسلم عليهما وسلما عليه ، وتعاشروا مدة، ثم سالهما أن يجمعا بينه و بين عمر بن آبى ربيعة ، 4 ففعلا. وأجتمعا فتحادثا وتياشدا، إلى آن آنشده قصيدته التى يقول فيها:
فلما التقينا وأطمأنت بنا النوى وغيب عنا من تخاف ونشفق حتى آنهن إلى قوله :
فقين لكي يخليننا (1) فترقرقت مدامع عينيها وظلت تدفق وقالت أما تر حمننى لا تدعنى لذى غزل جم الصبابة (1) يخرق فقلن اشكتى عنا فلست مطاعة وخلك منا فاعلى بك أزفق فصاح الفرزدق : أنت والله يا أبا الخطاب أغزل الناس! لا يحسن والله الشعراء أن يقولوا مثل هذا التشبيب، ولا أن يرقوا مثل هذه الرقية !ثم ودعه وأنصرف: هووالحارث وذاكر أنه حج عبد الرحمن ين الحارث بن عبدالله بن عياش بن أبى ريعة، مع أيه الحارث، فأتى حبر بن أبى ربيعة، وقد آسن وشاخ ، فسلم عليه وساءله ، ثم قال له : أى شىء أحدثت بعدى يا أبا الخطاب؟ فأنشده :
واني لا أزعاك جين أغيب تقولين إنى لست أصدق فى المهوى فما بال طرفى عف عما تساقطت له آعين من معشر وقلوب سفاه آمرىه ممن يقال لبيب عشية لا يستنكر القوم أن يرؤا --33 بعين الصبا كثلى القيام تعوب ولافيتنة من ناسك (2) أو مضت له فأب وقد زيدت عليه ذنوب تروح يرجو آن تحط ذنوبه على العين منى والفؤاد رقيب وما النسك أشلانى ولكنما الهوى (1) يخليتنا : يجعلتنا فى خلوة منهن (2) يخرق: يحمق فى الأصل: "أخرق" . (3) أو مضت له : وسارقته النظر،
صفحة ٧١