============================================================
بعض آخبار معبد ثم ماتت بعد أن أقامت عنده برهة من الزمان ، وأخذ جواريه أكثر غنائها عنها ، فكان لمحبته إياها وأسفه عليها لا يزال يسأل عن أخبار معبد وأين مسشتقره، ويظهر التعصب له والميل إليه والتقديم لغنائه على سائر أغانى عصره، إلى أن عرف ذلك منه . وبلغ معبدا خبره . فخرج من مكة حتى أتى البصرة . قلما وردها صادف الرجل وقد خرج عنها فى ذلك اليوم إلى الأهواز، فلم يجحد غير سفينة الرجل، وليس يعرف أحدهما صاحبة . فأمر الرجل الملاح أن يجلسه معه فى مؤخر السفينة، (1)9 ففعل، واحدروا . فلما صاروا إلى فم نهر الآبلة (1) تغدوا وشربوا، وأمر جواريه فغنين، ومعبد ساكت وهو فى ثياب السفر ، وعليه فرو وخفان غليظان وزي جافي من زى أهل الحجاز ، إلى أن غنت إحدى الجوارى بصوت غنائه وشعر النابغة، وهو: بانت سعاد وأمسى حبلها أنصرما واحتلت الفؤر والأجراع من إضما( إخدى بلى وما هام الفؤاد بها إلا السفاه وإلا ذكرة حلما (3 37
فلم تجد ، فصاح بها معبد : إن غناهك هذا ليس بمستقيم . فقال له مولاها ، وقد غضب : وآنت ما يدريك الغناء ماهو؟ ألا تمسك وتلزم شأنك! فأمسك : ثم غنت أصواتا من غناء غيره، وهو ساكت لا يتكلم: ثم غنت بصوت من غنائه وشعر عبد الرحمن بن أبى بكر، وهو: يابنة الأزدى قلبى كئيب مشهام عندها ما ينيب ولقد لاموا فقلت دعونى إن من تنهون عنه حبيب سة للر) الابلقا بلة عل ثراعطي، يجلة اليصة الظى فى زاوية الخليج النى يدخله الل مديئة البصرة . ويقال قيها : الأبلة ، بفتح الهمزة والباء (2) الأجراع: جمع جرع، وهو مفرد ، أو جمع جرعة ، وهى الرملة الطيبة المنبت لا وعوثة فيها . وإضم ، بكسر ففتح : واد بحبل تهامة ، أو هو الوادى الذى فيه المدينة .
(3)بلى، كفنى : اسم قبيلة . والسفاه : الطيش وخفة الحلم . والذكرة ، بالكمر والضم : نقيض النسيان،
صفحة ٣٦