============================================================
تسريه الاغانى
فلما سمعه الأسود، ما شعرت به إلا وقد احتمكنى فأدخلنى خباءه، ثم قال: بأبى أنت وأمى ! هل لك فى سويق الملت(1) بهذا الماء البارد؟ فقلت : قد منعتنى
أقل من ذلك، وشربة من ماء تجزئنى . قال : فسقانى حتى رويت، وجاء الغلام، فأقمت عنده إلى وقت الرواح . فلما أردت الرحلة قال : بأبى آنت وامى الحر شديد، ولا آمن عليك مثل الذى أصابك ، فأذن لى أحمل معك قربة على عنقى وأسعى بها معك، فكلما عطشت سقيتك صحنا وغنيتنى صوتا . فقلت : ذلك لك . قال ، : فوالله ما فارقنى يسقينى وأغنيه حتى بلغت المنزل: مدايتد وقيل : كان معبد خارجا إلى مكة فى بعض آسفاره، فسع فى طريقه غاء فى بطن مر9 فى بطن مر (2) ، فقصد الموضع ، فإذا رجل جالس على حزف بزكة فارق شعره، حسن الوجه، عليه دراعة(3) قد صبغها برغفران، وإذا هو يتعنى : حن قلبى من بعد ماقد أنابا ودعا الهم شجؤه فأجابا ذاك من منزل لسلمى خحلاء لايس من خلائه جلبابا عجت فيه وقلت للركب عوجوا طمعا أن يرد ربع جوابا
فاستثار المنسى من كؤعة الحبسب وأبدى الهموم والأؤصابا فقال له ابن سريج : أنت معبد والله؟ قال : نعم . وأنت ابن سريج ؟
قال : نعم ، والله لو عرفتك ما غنيت بين يديك.
و والجيرع وذكر أن معبدا كان قد علم جارية من جوارى الحجاز الفتاء . تذعى ظثبية، المغنيات فى طريقه لل الأهياز وعنى بتخريجها . فاشتراها رجل من العراق وأخرجها إلى البصرة وباعها هناك .
فاشتراها رجل من أهل الأهواز وأتعجب بها . وذهبت كل مذهب وغلبت عليه- (1) السلت : شعير لا قشر له، اجرد.
(2) بطن مر : من تواحى مكة . عنده يجتمع وادى التخلتين فيصيران واديا واحدا وقيل: انه موضع على مرحلة من مكة، يقال له مر الظهران (انظر معجم البلدان، والقاموس) (3) الدراعة : جبة مشقوقة المقدم .
صفحة ٣٥