============================================================
فسد * ومن لحنهم قولهم: عمل مفسود، وصوابه: مفسد؛ لأن أصل فعله رباعي ومفعول الرباعي يبنى على (مفعل)، كقولهم: أثرم فهو مكرم، وأفسد فهو مفسد(1).
ويقولون: انفسد الأمر عليه، وانضاف الشيء إليه، وكلا اللفظين معرة علىل قائله، إذ لا مساغ له في كلام العرب، وصوابه: أضيف إليه، وفسد عليه. والعلة في امتناع (انفعل) أن مبنى فعل المطاوعة المصوغ على (انفعل) أن يأتي مطاوع الثلاثية المتعدية، كقولك: سكبته فانسكب، وقدته فانقاد، وضاف وفسد إذا عديا بهمزة النقل فقيل: أضاف وأفسد صارارباعيين؛ ولهذا امتنع بناء (انفعل) منهما.
فإن قيل: قد ثقل عن العرب أفعال من أفعال المطاوعة بنوها من (انفعل)، فقالوا: انزعج وانطلق، وأصلها أزعج وأطلق، فالجواب أن هذه شذت كما شد قولهم: انسرب الشيء من سرب، وهو لازم، والشواذتقصر على الشماع ولايقاس (2) عليها بالاجماع (2).
قد يقولون للقائم: اجلس، والاختيار أن يقال لمن كان قائما: اقعد، ولمن كان نائيما أو ساجدا: اجلس. وعللوا ذلك بأن القعود هو الانتقال من علو إلى سفل، وأن الجلوس هو الانتقال من سفل إلى علو، ولهذاقيل لمن أصيب برجله: مقعد.
قال ابن خالويه:.: (1) الدرة(و) ص 22، والدرة(ض) 48، والدرة (ك) 38، وتصحيح التصحيف 462، وتنقيف اللسان 198، والتكملة للجواليقي 911، وانظر شرح الخفاجي 182-183، والمذكور في مادة (تعب) من هذا الكتاب.
(2) الدرة (و) ص 22، والدرة (ض) 44 -44: والثرة (ك) 34-39، وتصحيح التصحيف 129، وماذكره الحريري هو مذهب أبي علي الفارسي، وقدخالفه غيره من أئمة اللغة. انظر حواشي ابن بري 751، وشرح الخفاجي184-185، وارتشاف الضرب 176-175/1.
(3) هو أبو عبيد الله الحسين بن أحمد بن خالويه الهمذاني النحوي اللغوي، أصله من همذان، ولكنه دخل بغداد وأدرك جلة العلماء وتتلمذ عليهم، ثم استوطن حلب فصار علما من أعلام العربية وشيخ أهل حلب، وله عدة تصانيف مفيدة، توفي بحلب 370ه الأعلام 231/2، والسوافي بالوقيات 223/12، ووفيات الأعيان 178/2-179، ويتيمة الدهر 107/1.
98
صفحة ١٠٠