[22] وهذا وامثاله اذا وقع فيه الاختلاف فانما يرجع الامر فيه الى اعتباره بالفطرة الفائقة التى لم تنشأ على رأى ولا هوى اذا سبرته بالعلامات والشروط التى فرق بها بين اليقين والمظنون فى كتاب المنطق كما انه اذا تنازع اثنان فى قول ما فقال احدهما هو موزون وقال الاخر ليس بموزون لم يرجع الحكم فيه الا الى الفطرة السالمة التى تدرك الموزون من غير الموزون والى علم العروض وكما ان من يدرك الوزن لا يخل بادراكه عنده انكار من ينكره فكذلك الامر فيما هو يقين عند المرء لا يخل به عنده انكار من ينكره
[23] وهذه الاقاويل كلها فى غاية الوهى والضعف وقد كان يجب عليه الا يستحق كتابه هذا بمثل هذه الاقاويل ان كان قصده فيه اقناع الخواص
[24] ولما كانت الالزامات التى اتى بها فى هذه المسئلة برانية وغريبة عن المسئلة قال فى أثر هذا بل لا نتجاوز إلزامات هذه المسئلة - فنقول لهم بم تنكرون على خصومكم اذ قالوا قدم العالم محال لانه يؤدى الى اثبات دورات للفلك لا نهاية لاعدادها ولا حصر لآحدها مع ان لها سدسا وربعا ونصفا الى قوله كما سننصه بعد
صفحة ١٦