وللقائل ان يقول ان له نفسا لان النفس هى المنشئة للحركات فى الاماكن والشهوات، والشهوة والحركة فى الاماكن انما تكون مع الحس.
واما اجتذاب الغذاء فيكون من المبدأ الطبيعى وهذا عام للنبات والحيوان، وليس يكون مع اجتذاب الغذاء حس على كل حال لان كل مغتذ يستعمل فى غذائه شيئين وهما الحرارة والبرودة.
ولذلك احتاج الحيوان الى غذاء رطب وغذاء يابس لان البرد موجود فى الغذاء اليابس، وذلك ان كل طبيعة من هاتين الطبيعتين غير مفارقة لصاحبتها، ولذلك صار غذاء المغتذى دائما متصلا الى وقت فساده.
وينبغى ان يستعمل فى الحيوان والنبات نظير ذلك وان نفحص مما سلف من قولنا فى شهوة النبات وحركته ونفسه وما يتحلل منه.
وليس للنبات نسيم على ان أنكساغورس زعم ان له نسيما. وقد نجد كثيرا من الحيوان ليس له نسيم.
ونجد للنبات عيانا ليس له نوم ولا يقظة، وذلك ان اليقظة هى من فعل الحس والنوم هو ضعف فى الحس. وليس يوجد شىء من هذا فى الشىء الذى يغتذى فى جميع الاوقات على حال واحدة وهو فى طبيعته غير حاس.
وأحسب ان الحيوان اذا اغتذى وترقى البخار من غذائه الى رأسه نام، واذا انقطع البخار المرتقى الى رأسه استيقظ من نومه. وارتفاع هذا البخار فى بعض الحيوان كثير ووقت نومه طويل، وارتفاعه فى بعضه قليل ووقت نومه قصير. والنوم سكون الحركة، والسكون راحة للمتحرك
صفحة ١٣٧