سنن سعيد بن منصور (1)
محقق
د سعد بن عبد الله بن عبد العزيز آل حميد
الناشر
دار الصميعي للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤١٧ هـ - ١٩٩٧ م
١ - تأثُّرُه بما أدخله في ملة الإسلام من المنطق والفلسفة وسائر علوم اليونان، التي يعتبر أول من أدخلها؛ حينما أحضرها من جزيرة قبرص (^١).
٢ - تأثُّرُه بالمعتزلة والجهمية الذين قرَّبهم وأدناهم ممن أخذوا بقول جهم بن صفوان، وجهم أخذه من الجعد بن درهم، والجعد أخذه من أبان بن سمعان، وأخذه أبان من طالوت ابن أخت لبيد بن الأعصم، وأخذه طالوت من خاله لبيد، وهو الذي سحر النَّبِيِّ ﷺ، وكان يقول بخلق التوراة (^٢).
يقول الذهبي ﵀: (كان الناس أمة واحدة، ودينهم قائمًا في خلافة أبي بكر وعمر، فلما استُشهد قُفْلُ باب الفتنة عمر ﵁، وانكسر الباب، قام رؤوس الشر على الشهيد عثمان حتى ذُبح صبرًا. وتَفَرَّقَت الكلمة، وتَمَّت وقعة الجمل، ثم وقعة صِفِّين، فظهرت الخوارج، وكفَّرت سادةَ الصحابة، ثم ظهرت الروافض والنواصب.
وفي آخر زمن الصحابة ظهرت القدرية، ثم ظهرت المعتزلة بالبصرة، والجهمية والمجسِّمة بخراسان في أثناء عصر التابعين، مع ظهور السنة وأهلها، إلى ما بعد المائتين. فظهر المأمون الخليفة- وكان ذكيًا متكلِّمًا، له نظر في المعقول-، فاستجلب كتب الأوائل، وعَرَّبَ حكمة اليونان، وقام في ذلك وقعد، وخَبَّ (^٣) وَوَضَعَ (^٤)، ورفعت الجهمية
_________
(^١) انظر ما تقدم (ص ٣٨)، وكتاب الوسائل إلى معرفة الأوائل للسيوطي (ص ١٣٤)، وما سيأتي.
(^٢) الوسائل للسيوطي (ص ١٣١ - ١٣٢).
(^٣) أي أسرع في عَدْوِهِ، (لسان العرب ١/ ٣٤١).
(^٤) الوَضْعُ: ضرب من سير الإبل دون الشَّدَّ، وقيل: هو فوق الخَبَبَ. المرجع السابق (٨/ ٣٩٨).
المقدمة / 48