سنن سعيد بن منصور (1)
محقق
د سعد بن عبد الله بن عبد العزيز آل حميد
الناشر
دار الصميعي للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤١٧ هـ - ١٩٩٧ م
وقد أطلّ التشيع برأسه في عهد المأمون الذي كان يتشيع ويظهر التشيع، واسْتَوْزَرَ الفضل بن سهل، وهو أول وزير للمأمون، وسمّاه المأمون: ذا الرئاستين؛ لأنه تولى رئاسة السيف ورئاسة القلم- أي رئاسة الجيوش ورئاسة الديوان-، وهو أول وزير لُقِّب، وأول وزير اجتمعت له الوزارة واللقب والتأمير (^١).
وكان الفضل متشيعًا، وله أثر كبير في نقل الخلافة من آل العباس إلى آل علي (^٢) حينما بايع المأمون عليًّا الرضا بولاية العهد من بعده على ما سبق بيانه (^٣).
وتقدم أن المأمون في سنة إحدى عشرة ومائتين أمر بأن يُنَادى: برئت الذِّمَّة ممن ذكر معاوية بخير، وإن أفضل الخلق بعد رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: علي بن أبي طالب، وقدَّمه على أبي بكر وعمر ﵃ (^٤).
وكان المأمون أيضًا أول من أظهر القول بخلق القرآن، وكان قبل ذلك مُحَارَبًا من خلفاء بني العباس، فهارون الرشيد توعَّد وقتل على هذه المسألة (^٥).
وكذلك ابنه الأمين، وقصته مع إسماعيل بن إبراهيم بن عليّة معروفة، وسبق ذكرها (^٦).
فلما جاء المأمون أظهر القول بخلق القرآن في سنة اثنتي عشرة ومائتين، فكاد البلد يفتتن، فكفَّ عن ذلك حتى سنة ثمان عشرة ومائتين حيث امتحن الناس بالقول بخلق القرآن (^٧)، ودفعه إلى ذلك أمران:
_________
(^١) انظر الوسائل إلى معرفة الأوائل للسيوطي (ص ٨٥)، وكتاب: (الشعوبية وأثرها …) (ص ٢٩٣ - ٣٠٣).
(^٢) الشعوبية وأثرها الاجتماعي … (ص ٢٩٦).
(¬٣، ٤، ٥، ٦) انظر (ص ٢٦ - ٣٢) من هذه المقدمة.
(^٧) انظر ما تقدم (ص ٣٣).
المقدمة / 47