(1) - أقام القوم سوقهم إذا لم يعطلوها من البيع والشراء وقال الشاعر.
أقامت غزالة سوق الضراب # لأهل العراقين حولا قميطا
وقال أبو مسلم «يقيمون الصلاة» أي يديمون أداء فرائضها يقال للشيء الراتب قائم ويقال فلان يقيم أرزاق الجند والصلوة في اللغة الدعاء قال الأعشى :
وأقبلها الريح في ظلها # وصلى على دنها وارتسم
أي دعا لها ومنه الحديث إذا دعي أحدكم إلى طعام فليجب وإن كان صائما فليصل
أي فليدع له بالبركة والخير وقيل أصله رفع الصلا في الركوع وهو عظم في العجز وقوله «ومما رزقناهم ينفقون» ما هذه حرف موصول ورزقناهم صلته وهما جميعا بمعنى المصدر تقديره ومن رزقنا إياهم ينفقون أو اسم موصول والعائد من الصلة إلى الموصول محذوف والتقدير ومن الذي رزقناهموه ينفقون فيكون ما رزقناهم في موضع جر بمن والجار والمجرور في موضع نصب بأنه مفعول ينفقون والرزق هو العطاء الجاري وهو نقيض الحرمان والإنفاق إخراج المال يقال أنفق ماله أي أخرجه عن ملكه ونفقت الدابة إذا خرج روحها والنافقاء جحر اليربوع لأنه يخرج منها ومنه النفاق لأن المنافق يخرج إلى المؤمن بالإيمان وإلى الكافر بالكفر .
المعنى
لما وصف القرآن بأنه هدى للمتقين بين صفة المتقين فقال «الذين يؤمنون بالغيب» أي يصدقون بجميع ما أوجبه الله تعالى أو ندب إليه أو أباحه وقيل يصدقون بالقيامة والجنة والنار عن الحسن وقيل بما جاء من عند الله عن ابن عباس وقيل بما غاب عن العباد علمه عن ابن مسعود وجماعة من الصحابة وهذا أولى لعمومه ويدخل فيه ما رواه أصحابنا من زمان غيبة المهدي ع ووقت خروجه وقيل الغيب هو القرآن عن زر بن حبيش وقال الرماني الغيب خفاء الشيء عن الحسن قرب أو بعد إلا أنه كثرت صفة غايب على البعيد الذي لا يظهر للحس وقال البلخي الغيب كل ما أدرك بالدلائل والآيات مما يلزم معرفتهوقالت المعتزلة بأجمعها الإيمان هو فعل الطاعة ثم اختلفوا فمنهم من اعتبر الفرائض والنوافل ومنهم من اعتبر الفرائض حسب واعتبروا اجتناب الكبائر كلها و قد روى الخاص والعام عن علي بن موسى الرضا ع أن الإيمان هو التصديق بالقلب
صفحة ١٢١