والخرشاء إلى خمسين والملساء إلى أربعين وكل ذلك مع عدم التداوي وأضعفها حياة المياه وأصلحها الحمر لتوسطها في الحرارة والإناث لرطوبتها فان الذكور إلى الحر والحيات تحترق في الصيف وتهزل في الخريف وتعفن في الشتاء وينبغي أن تكون عريضة الرأس كبيرة الفم لما قيل في الفراسة إن ذلك دليل القوة وأن تشغل بأكل وكان أندروماخس يرى التضييق عليها لئلا تتحرك فينبعث فيها السم وإطعامها وعدم البطء بقطعها وامتحانها بأن يلدغها بعض الحيوان أو جلود الضأن فان تغيرت بالسم سريعا رمى الحية وكذا يرمى قليل الدم ومن لا يتحرك بعد القطع وكان يرمى بحبات الأشجار اللطيفة كالفستق والتفاح وأن تقطع على أربعة أصابع من كل جهة لأنه من الأعلى آخر مكان السم مما يلي القلب إن كان ومن الآخر آخر المستقيم الذي فيه الفضلات وينزع جلدها وما في بطنها وتغسل جيدا وتطبخ بالشبت والزيت والماء العذب والملح إلا في الصيف بنار معتدلة غير دخانية حتى تتهرى فتصفى ويهرس لحمها في حجر مع الخبز النقي اليابس على حد ربع اللحم أو خمسه أو ثلثه ويخلطان بتسقية من المرق ويقرص صغارا رقاقا إلى مثقال، ويجفف بالغا في جنوبي عال ويرفع قالوا وطبخها في الفخار أو المرصص أولى وقد أخذ نفع هذه من قوم اتفق لهم أن شربوا ماء وقعت فيه وتهرت وقد لسعوا فبرأوا ومجذوم في شراب وما قيل من أن قطعها دفعة كما يصنع الآن من أفعال العلقة كلام في غاية السخافة وكذا القول بنفع ما قارب الماء منها وهذا الاسم عبراني وبالعربية حية والقصير صل والأسود سالخ بالمعجمة والمركش بوكيل وباللطينية اسكرسون واليونانية أجاديا وهى حارة يابسة في الرابعة إن بعدت عن الماء، وكانت في نحو اليمن وعكسها في الأولى والمصرية في الثانية فلذلك هي أعدل وأوفق وغير ما ذكر في الثالثة تنفع من الجذام والبرص وتحفظ الشبيبة وتخرج العفونة البلغمية قشورا بيضا والسوداوية سودا وهكذا بحسب الخلط إذا استعملت في العام مرة ومن عاف لحمها طبقها في قدر جديد بملح وعسل وتين وحرقها واستعمل ذلك الرماد في الأطعمة والاكثار منها يعفن الخلط ويحرق ويصدع ويصلحه اللبن وربوب الفواكه وسلخها ينفع أمراض المقعدة والصدر ويفتت الحصى ويدر البول ويلحم الجراح وينفع من الاستسقاء والطحال واليرقان والنزلات كيف استعمل ويطرد الهوام بخورا ولولا قرصها لكان المثرود بطوس خيرا من الترياق [أفلنجة] وبلا ألف ورق الجوز بوا أو هو حب الهندي [أفربيون] الفربيون [أفلونيا] منه فارسي هي أشهرها قيل إنه لاحد النجاشعة والصحيح أنه متقدم عليهم وهو جيد النفع في قطع الدم وتقوية الأعضاء وحفظ الأجنة ويذهب الصداع والسعال وضعف المعدة ويهيج الباه وتبقى قوته إلى أربع سنين ولا يجوز الاستعمال منه قبل ستة أشهر وأكثر ما يؤخذ منه إلى درهم. وصنعته: فلفل أبيض بزر بنج من كل عشرون أفيون طين مختوم فوه بزركرفس جزر أبهل أسارون نانحواه رازيانج سنبل قسط لوز مر من كل عشرة بزر بطيخ خمسة أشق ثلاثة يعجن بالعسل والشراب وقد يزاد زعفران خمسة مر عاقر قرحا فربيون من كل اثنان زرنبادرونج لؤلؤ مسك من كل نصف وفى أخرى أيضا جند بيدستر مرجان كهربا إبريسم من كل درهم وأما الرومية فهي صناعة أفلون الطرطوسي وحكمها في الاجل والاستعمال كالفارسية ولكنها أقطع منها في القولنج وعسر البول والحصى والطحال وضيق النفس والتشنج والسل والسعال والخوانيق والنزلات وفساد الفم والأسنان والاختلاف وضعف الكبد ولكنه أحر وذاك أيبس وكلاهما يفسد الذهن والفم إلا مع الاكثار من الحلو والأطعمة الدهنة وعدم المواظبة عليها بغير حاجة وصنعتها ما مر مع زيادة السادج الهندي والسليخة ودهن البلسان [أقحوان] عربي وهو شجرة مريم بالمغرب
صفحة ٥٣