فالصفراء والدم أو الثلاثة فغير الدم أو يدر الفضلات فالكل أو الثلاثة فاللبن والعرق والبول أو يلين فهو الذي يخرج ما في الأمعاء خاصة أو يسهل فهو الذي يخرج ما في أقاصى العروق كما عرفت وإن لم أفصل استعماله كان مطلقا ينفع أكلا وشربا وطلاء ودهنا وحمولا وسعوطا وإلا فصلت وحيث قلت من واحد إلى ثلاثة وأبهمت العدد فمرادي الدراهم وإلا بينت وحيث قلت يسمى كذا أريد بالعربية وإلا ذكرت اللسان وأستوعب في كل مفرد ما ذكرت سابقا من الأمور الاثني عشر وقد أذكر ثلاثة عشر وذلك في الدواء الذي يغش أو يصنع على صورته فأذكر ما يغش به ومن أي شئ يصنع والفرق بين المغشوش والمصنوع والمعدني وربما أذكر شيئا؟ آخر يظهر بالنظر.
* (التنبيه الثالث) * في الإشارة إلى رد الخطأ الواقع في كلام المتقدمين واصطلاحي في ذلك أنى إذا قلت ولو بكذا أو وإن كان كذا كان ردا وإن لم أرتض كلاما قلت على ما قرر أو قبل ولا أتعرض لذكر أصحاب الأقوال غالبا طلبا للاختصار إلا ما اشتهر في زماننا منهم كصاحب ما لا يسع فربما أذكره فقد نقل في مقدمته أشياء منها طعنه على ما سبق من الالهام والاستدلال وفعل نحو الحيوانات وقال إن الأصل في كل ذلك القياس وهو خطأ لان مثل الحقنة والاكتحال بالرازيانج غير راجع إليه قطعا ومنها ما قرره في قسمة الدرج فإنه تخليط لا يصح الاستناد إليه ومنها قوله إن الأصول تؤخذ عند سقوط الأوراق وانعقاد الثمار وهذا كلام سخيف لأنه يناقض بعضه بعضا إذ لا يتفق سقوط الأوراق وانعقاد الثمار في زمن واحد لان الأوراق لا تسقط إلا عند هروب الحرارة واستيلاء برد الجو وحينئذ تكون الثمار قد قطفت والنبات أضعف ما يكون ومنها قوله إن المعدن يؤخذ أول الشتاء وهذا أيضا لا أصل له وإنما يؤخذ في الانقلاب الصيفي لان المعدن حينئذ يكون قد تناهى فان بقى ربما تغيرت قوته لفرط الجفاف إلى غير ذلك مما سأوضحه في مواضعه وما قرره في المقادير من أن بعضهم يقدرها بأكثر ما يحتمله المزاج وبعضهم بالأقل وبعضهم بالأعدل وبعضهم يرى الترك اتكالا على الطبيب وأن إعطاء الأكثر والأقل تدريجا خطر والعكس يفضى إلى الاعتياد المبطل للعمل فكلام في غاية الجودة. وسنتكلم على تفصيل الكل إن شاء الله تعالى.
* (الباب الثالث: في ذكر ما تضمن الباب الثاني أصوله من المفردات والاقراباذينات) * أعنى التراكيب المتنوعة مفصلا حسبما تقدمت الإشارة إليه مرتبا على حروف المعجم منتظما في سلك كاف عن غيره مغنيا لمن أتقنه عن كل جامع مختصر ومطول ينتج قانونا قويما ومنها جاء مستقيما بإرشاد إلى هداية المرتاض وبرء العلل والأمراض منتخبا من كل كناش ومهذب منتقى من كل مقالة أتقنها محررها وهذب مغترفا هذه الكتب وغيرها على وجه قد خلا من الاملال والاسهاب والاختصار والاطناب ولولا العلم بأن مواهب الواهب مجردة مطلقة وأشعة فيض فضله بكل مرآة على وجه الامكان مشرقة لجزمت بأنه على صفحات الدهر خاتمة التآليف مأمون من الشفع إلى انقطاع التكاليف والله يكفيني وإياه ألسنة الحاسدين ويكف عنا أكف أقلام المعاندين ويجعله خالصا لوجهه الكريم وينفعني به يوم الدين وأن يغفر لكاتبه والناظر فيه والداعي لمصنفه بخير آمين إنه خير من وفق للصواب وأولى من دعى فأجاب.
* (حرف الألف) * [آلوسن] وتحذف الواو يوناني هو رجل الغراب وبمصر جذر الشيطان والشام حشيشة النجاة والسلحفاة لأنها ترعاه كثيرا وتعريبه مبرئ الكلب يطول إلى ذراع بساق كالرازيانج وورقه بين حمرة وسواد وظهره إلى الغبرة أشبه ما يكون بالخلة لولا تفريعه وأكاليله إلى عرض يسير بطبقتين
صفحة ٣٤