وتطبخ حتى تنعقد وإلا نظفت الاجرام من نحو القشر وطبخت حتى تنضج وتصفى ويعقد ماؤها بالسكر، والقانون في الادهان تطبيق نحو اللوز بنحو البنفسج مرارا في مرتفع على أملية نظيفة وتستخرج، وقد تطبخ الأجسام بالماء والدهن حتى يبقى الدهن ويصفى وأضعفها نفعا ما يعمل الآن من جعل الجسم في الزجاج وغمره بنحو الزيت في الشمس زمنا طويلا، وأما الحرق لنحو المرجان والعقرب في هذه فقد مر فهذه الاحكام الكلية وسيأتى بسط كل نوع منها في موضعه. واعلم أن تنويعها اصطلاحي لم يقم عليه دليل ومن الاقناعيات أن المعجون سمى بذلك لكثرة أجزائه وشدة قوامه فأشبه العجين واللعوق لرقته والقرص من هيئته وكذا الحبوب والسفوف والفتل والفرازج والحقن من أوصافها وكذا الاكحال والسعوط والنطول والضماد والطلاء، والفرق بينهما أن الثاني أرق قواما والترياق من أفعاله أيضا.
* (تنبيهات: الأول) * في طرق استفادة منافع هذه الأشياء وهى ثلاثة: الأول الوحي فقد نزل بها على الأنبياء وعند الحكماء أول من أفادها عن الله هرمس المثلث واسمه في التوراة أخنوخ وفى العربية إدريس وسمى المثلث لجمعه بين النبوة والحكمة والملك، وعند الكلدانيين أن آدم تقدمه ببعضها وأن القمر كان يخاطبه بفوائد النبات والحيوان وأن شيثا المعروف عندهم بآدم الثاني ادخرها في هياكل النحاس حين رأى الطوفان ودفنها بالجبل المعلق وأن إدريس زادها بسطا ولم أره لغيرهم وليسوا أهل تقليد لاستقلالهم ودعواهم الاستغناء عن الأنبياء ثم قرر قواعد إدريس سليمان عليهما والسلام وأوحى الله إليه بغالب العقاقير وأخذها عنه سقراط وصح عن نبينا عليه وعليهم أفضل الصلاة والسلام الاخبار بذلك من طرق عديدة، ومن الوحي الالهام والمنامات وقد حصل بهما شئ كثير من الأدوية للمتأهلين من الحكماء بل والأطباء (والثاني) التجربة وشرطها النتاج والصحة مرة بعد مرة وهى قسمان (مطلقة) لا تتقيد بشئ وهى الخواص التي لا تعليل لفعلها كانفعال كل شئ للماس وانفعاله للأسرب وانجذاب الحديد إلى المغناطيس وذهاب الثؤلول بعود التين والبخور بالنجادي في رفع المطر وتعرى الحائض في دفع البرد ودفن سبعين مثقالا من النحاس في طرد الهوام وشكل الكهرباء في تقوية الجماع (وخاصة) يتقيد عملها بشروط كدفع النوشادر والسموم إذا مزج بصاعد العذرة وكان من الحمام وربط الشيطرج في الكف ليلة لتسكين أوجاع الأسنان بالخلاف وربط النخل بعضه إلى بعض ليقوى ثمره بالرصاص ومنع الاسرب الاحتلام إذا علق خمسة دراهم يوم السبت إلى غير ذلك مما سيأتي في الخواص، ومن هذا القبيل ما حكى أن شخصا أخذ كبد ضأن ودخل إلى بيته فطرحه على نبات فذاب كالماء فعلم أن النبات سم فكان كذلك وتحكك الأفعى بالرازيانج في عينها بعد الشتاء فيعود نورها ورؤية بقراط الطائر الذي احتقن بماء البحر (الثالث) القياس وهو راجع إلى الطريقين المذكورين وقانون العمل به أنهم كانوا ينظرون فيما ثبت نفعه بشئ ويعرفون طعمه وريحه ولونه وسائر أعراضه اللازمة ويلحقون به كل ما شاكله في ذلك فهذه طرق استفادة هذه الصناعة.
* (التنبيه الثاني) * في ذكر اصطلاحاتنا في هذه الحروف، أما الترتيب فلا نعدل عما وقع في المنهاج والكتب اللغوية المتأخرة كالقاموس إذ لا أحسن ولا أسهل منه ولكنا ندع ذكر الكتب والرجال والطرق والنقل المتداخل غالبا إذ لا فائدة فيه وقد عرفناك أنا ننتخب لب كتب تزيد على مائة خصوصا من القراباذينات يعنى التراكيب والكناشات إلى آخر ما أسلفناه فحيث نقول في مفرد يسهل الباردين فالبلغم والسوداء أو الرطبين فالدم والبلغم أو اليابسين فالصفراء والسوداء أو الحارين
صفحة ٣٣