قال المؤلف رحمه الله: وأنبأنا ابن رواح عن الحافظ السلفي قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسين الفراء الموصلي أنا أبو القاسم عبد العزيز ابن الحسن بن الضراب قال: أخبرني أبي قال: حدثنا أحمد بن مروان قال: ثنا أحمد بن علي قال: ثنا ابن حبيق قال: سمعت يوسف بن أسباط يقول: من قرأ القرآن زوجه الله بكل حرف زوجتين من الحور العين وليس ألم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف.. وخرج أبو الفتح نصر بن إبراهيم بن نصر المقدسي في الثامن عشر من المواعظ بإسناده عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من صلى منكم بالليل فليهجر بقراءته فإن الملائكة تصلي بصلاته ويستمعون لقراءته، وأن مؤمني الجن الذين يكونون في الهواء وجيرانه معه في مسكنه يصلون بصلاته ويستمعون قراءته، وأنه ليطرد بجهر قراءته عن داره والدور التي حوله فساق الجن ومردة الشياطين، وإن البيت الذي يقرأ فيه القرآن عليه خيمة من نور يهتدي بها أهل السماء كما تهتدون بالكوكب الدري في لجج البحار، وفي الأرض القفر، وإذا مات صاحب القرآن رفعت تلك الخيمة فتنظر الملائكة من السماء فلا يرون ذلك النور، قال: فتنعاه الملائكة من سماء إلى سماء قال: فتصلي الملائكة على روحه في الأرواح فتستقبل الملائكة الحافظين الذين كانوا معه فيعزونهما ثم تستغفر له الملائكة إلى يوم يبعث)) قال: ((وما من رجل تعلم كتاب الله عز وجل ثم يصلي ساعة من الليل إلا أوصت تلك الليلة الماضية الليلة المستقبلة لأن تنبهه لساعته وأن تكون عليه خفيفة، فإذا مات رفعت تلك الخيمة وكان أهله في جهازه يجيء -يعني ثواب القرآن- في صورة حسنة جميلة فيكون واقفا عند رأسه حتى يدرج في أكفانه فيكون القرآن على صدره دون الكفن فإذا وضع في قبره وسوى عليه التراب وافترق عنه أصحابه أتي منكر ونكير فيجلسانه في قبره يجيء القرآن حتى يكون بينه وبينهما فيقولان له: إليك حتى نسأله فيقول: كلا ورب الكعبة إنه لصاحبي وخليلي ولست أخذله على حال، فإن كنتما أمرتما بشيء فامضيا لما أمرتما ودعاني مكاني فإني لست أفارقه إن شاء الله تعالى، ثم ينظر القرآن إلى صاحبه فيقول: اسكن وابشر فأنت ستجدني من الجيران جار صدق، ومن الأخلاء خليل صدق، ومن الأصحاب صاحب صدق، فيقول له: من أنت؟ فيقول القرآن: أنا الذي كنت تجهر بي وتخفيني وكنت تحبني فأنا حبيبك ومن أحببته أحبه الله, وليس عليك بعد مسألة منكر ونكير من غم ولا هم ولا حزن ويسأله منكر ونكير فيصعدان ويبقى هو والقرآن, فيقول له لأفرشنك فراشا لينا ولأدثرنك دثارا حسنا جميلا جزاء لك بما أسهرت ليلك وأظمأت نهارك. قال: فيصعد القرآن إلى الله كمر الطرف فيسأل الله عز وجل ذلك له فيعطيه الله ذلك له, فينزل به ألف ملك من مقربي السماء السادسة, فيجيئه القرآن فيقول هل استوحشت؟ ما زلت مذ فارقتك أن كلمت الله عز وجل حتى أخرجت لك منه فراشا ودثارا ومصباحا وقد جئتك به, فقم حتى تفرشك الملائكة قال: فتنهضه الملائكة إنهاضا لينا ثم تفسح له في قبره ثم يوضع له فراش بطائنه من حرير أخضر حشوه المسك الأذفر, ويوضع له إبريق عند رأسه ورجليه وسراج يدومن إلى يوم القيامة, ثم تضجعه الملائكة على شقه الأيمن مستقبل القبلة ثم تبتهج الملائكة في وجهه ثم يزودونه بياسمين من ياسمين الجنة وتصعد عنه ويبقى هو والقرآن, فيأخذ القرآن الياسمين فيضعه على أنفه غضا فيستنشق حتى يبعث, ويرجع القرآن إلى أهله فيأتيه بخبرهم كل يوم كما يتعاهد الوالد الشفيق ولده بالخير فإن تعلم أحد من ولده القرآن بشره بذلك وإن كان عقبه عقب سوء دعا لهم بالصلاح والإقبال)) وخرج أبو داود الطيالسي في مسنده عن عبد الله بن عمرو عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين, ومن قام بمائة كتب من القانتين, ومن قام بألف كتب من المقنطرين)) وقد تقدم. وروى أبو الدرداء أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من قرأ مائة آية في ليلة لم يكتب من الغافلين ومن قرأ مائتي آية كتب من القانتين, ومن قرأ ألف آية إلى خمسمائة آية أصبح وله قنطار من الأجر القيراط منه مثل التل العظيم))، ذكره مكي رحمه الله في كتاب الرعاية لتجويد القرآن. وخرج الوايلي عن أبي أمامة قال: من قرأ مائة آية لم يكتب من الغافلين، ومن قرأ مائتي آية كتب من القانتين، ومن قرأ ثلاثمائة آية كتب له قنطار، ومن قرأ سبعمائة آية فتح له، ومن قرأ ألف آية كتب له قنطار من الأجر القيراط من ذلك القنطار لا يقوم به دنياكم. وخرج من حديث ابن لهيعة عن زياد بن فايد عن سهل ابن معاذ عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ ألف آية في سبيل الله كتب مع النبيين والصديقين والشهداء إن شاء الله تعالى)) وخرج أيضا بإسناده عن أبي حازم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ مائة آية لم يكتب من الغافلين، ومن قرأ مائتي آية كتب من القانتين، ومن قرأ ثلاثمائة آية كتب له قنطار، ومن قرأ سبعمائة آية فتح له)) قال: حديث غريب بهذا الإسناد. وخرج عن قطر عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((يا معشر التجار أيعجز أحدكم إذا رجع من سوقه أن يقرأ عشر آيات فيكتب له بكل آية حسنة)) وخرج ابن شاهين أبو حفص عن خالد بن معدان عن عبادة بن الصامت قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من قرأ ثلاثين آية لم يكتب من الغافلين، ومن قرأ بمائة آية كتب له قنوت ليلة ومن قرأ بمائتي آية كتب من القانتين، ومن قرأ بأربعمائة آية كتب من العابدين، ومن قرأ بستمائة آية كتب من الخاشعين، وإن قرأ بثمانمائة آية كتب من المحسنين، فإن قرأ بألف آية أصبح وله قنطار من الأجر)).
صفحة ١٠٤