قال المؤلف رضي الله عنه: القول الوسط أعلاها وأصحها إن شاء الله تعالى, لأن الكافر والمنافق لم يصطفوا ولا اصطفى دينهم. وقال صلى الله عليه وسلم : ((مثل المنافق الذي يقرأ القرآن مثل الريحانة طعمها مر وريحها طيب)) على ما يأتي. فأخبر أن المنافق يقرؤه, وأخبر الحق سبحانه وتعالى بأن المنافق في الدرك الأسفل من النار, وكثير من اليهود والنصارى يقرؤنه. وفي حديث أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم : ((وأما الظالم لنفسه فيحبس في الموقف ويوبخ ويقرع ثم يدخل الجنة فهم الذين قالوا الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن)) وفي لفظ آخر: ((وأما الذين ظلموا أنفسهم, فأولئك يحبسون في طول المحشر, ثم هم الذين يتلافاهم الله برحمته فهم الذين يقولون الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن إلى قوله ولا يمسنا فيها لغوب)).
قال المؤلف رضي الله عنه: ومن دخل النار من القراء الموحدين فإنه يخرج منها بالشفاعة ويدخل الجنة على ما قررناه في كتاب التذكرة بأحوال الموتى وأمور الآخرة. وقد روى أبو محمد عبد الغني الحافظ من حديث مقاتل بن حبان قال: حدثني شرحبيل عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ القرآن -أو جمع للقرآن- كانت له عند الله دعوة مستجابة, إن شاء عجلها له في الدنيا, وإن شاء ادخرها له في يوم القيامة وهذا عام في كل مسلم قرأ القرآن, إذ الكافر والمنافق ليست لهما عند الله دعوة مستجابة تدخر له والله أعلم.
صفحة ٦٢