التبصير في معالم الدين
محقق
علي بن عبد العزيز بن علي الشبل
الناشر
دار العاصمة
رقم الإصدار
الأولى 1416 هـ - 1996 م
عمليات البحث الأخيرة الخاصة بك ستظهر هنا
التبصير في معالم الدين
الطبري ت. 310 هجريمحقق
علي بن عبد العزيز بن علي الشبل
الناشر
دار العاصمة
رقم الإصدار
الأولى 1416 هـ - 1996 م
فإن قالوا: نعم.
قيل لهم: أفشاهدتم جسما حيا له حياة لا تفارقه الحياة بالاحتراق بالنار؟
فإن زعموا أنهم قد شاهدوا ذلك وعاينوه، أكذبتهم المشاهدة مع ادعائهم ما لا يخفى كذبهم فيه.
46- وإن زعموا أنهم لم يعاينوا ذلك ولن يشاهدوه.
قيل لهم: أفتقرون بأن ذلك كائن، أم تنكرونه؟ فإن زعموا أنهم ينكرونه خرجوا من ملة الإسلام بتكذيبهم محكم القرآن. وذلك أن الله تعالى ذكره قال فيه: {والذين كفروا لهم نار جهنم لا يقضى عليم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها} . فإن قالوا: بل نقر بأن ذلك كائن.
قيل لهم: فما أنكرتم من جواز وجود العلم وحس الألم واللذة مع فقد الحياة؟ وإن لم تكونوا شاهدتم ولا عاينتم عالما ولا حاسا إلا حيا له حياة، كما جاز عندكم وجود الحياة في جسم تحرقه النار، وإن لم تكونوا عاينتم جسما تتعاقبه الحياة مع احتراقه بالنار.
فإن قالوا: إنما أجزنا ما أجزنا من بقاء الحياة في الجسم الذي تحرقه النار في حال إحراقه النار، تصديقا منا بخبر الله –جل ثناؤه-.
صفحة ٢١٠