وقد ذكر بعض أصحابنا ان امرأة من أهل القيروان طلبها ورفجومة فصاحت من القيروان يا ابا الخطاب اغثنى فمد الله في صوتها فسمعها أبو الخطاب من مدينة طرابلس ، فقال لها : لبيك يا اختاه ، قال الشيخ ابو العباس رحمه الله ولا ينكر هذا وامثاله من كرامات الاولياء يؤيده ما بلغنا عن رسول الله صلى عليه وسلم يقول الله جل وعلا :" لا يوال العبد يخدمنى حتى احبه فإذا أحببته وهبت له عيني فيرى بها وسمعي فيسمع بها" الحديث ، ولا تقل العين والاذن ههنا جارحتان ، بل الكلام عليها كالكلام على امثالهما مما نزل في القرآن وفيما ورد في السنة ، وكل ذلك محمول على قدرة الله تعالى ، قال : فعند ذلك أمر أبو الخطاب مناديه بان ينادى : النفير النفير فعسكر على طرف المدينة حتى أجتمع إليه من اصحابه جموع كثيرة ، ثم أن أبا الخطاب خرج فيمن اجتمع له من أصحابه ومعه عبد الرحمن بن رستم افارسى رضى الله عنه ن فخرجوا في سنة ممحملة ذات جوع وجذب ، فامدهم الله بالجراد ن فإذا نزلوا نزل معهم ، واذا ارتحلوا ارتحل معهم .
صفحة ٢٩