============================================================
زفرة عالية، فاقبلت عليه العجوز وقالت له : أيها الفتى : ما ذنبك الذى أوردك مورد اللنلة والشدة ؟ .
فقال عين أهله : ما علمت أن لى ننبا . فقالت العجوز : هكذا قال الفرس للخنزير فلم يصدقه الخنزير، ثم باحثه عن امره؛ فظهر ما خفى منه وعلم صدق ظن الخنزير، فقال عين أهله للعجوز: إن رأيت أن تحدثينى بذلك وكيف كان فإنك تحسنين إلى به .
فقالت العجوز : نكروا أن فرسا كان لرجل من الشجعان فكان يكرمه ويحبه الويسن القيام عليه، ويعده لمهماته ولا يصبر عنه ساعة، وكان يخرج له فى الغدوات إلى مرج(1) فيزيل عنه سرجه ولجامه ويطيل رسنه(1)، فيتمرغ ال ويرعى حتى ترتفع الشمس فيرده، وأنه خرج به يوما إلى المرج ونزل عنه ، لما استقرت قدمه على الأرض نفر الفرس وجمح ومر يعدو بسرجه ولجامه فطلبه الفارس يومه كله فأعجزه، وغاب عن عينه عند غروب الشس، فرجع الفارس إلى أهله وقد ينس من الفرس ، ولما انقطع الطلب عن لفرس وأظلم عليه الليل جاع، فرام(1) أن يرعى، فمنعه اللجام ، ورام أن يتمرغ، فمنعه السرج، ورام أن يستقر على أحد جنبيه، فمنعه من ذلك الركابان، فبات بشر ليلة . ولما أصبح ذهب يبتغى فرجا مما هو فيه فاعترضه نهر فدخله ليقطعه الى ضفته الأخرى فإذا هو بعيد القعر فسبح فيه ، وكان حزامه ولببه(4) من جلد لم يبالغ فى دبغه، فلما خرج من النهر أصابت الشمس الحزام واللبب فيسا، ال واشتد عليه، فورم لبابه ومحزمه واشتد الضرر عليه الى ما به من الجوع، فلبث بذلك آياما الى أن ضعف عن المشى ، فقام فمر به خنزير فهم بقتله، ثم طلفه عليه مارأى به من الضعف، فساله عن حاله فأخبره بما هو فيه من اضرار اللجام واللبب والحزام به، وساله أن يصطنع عنده معروفا ويخلصه (1) الأرض الواسعة كثيرة الشب .
(2) حبله وزمامه .
(3) اراد .
4)اللبب : ما يشد فى صدر الدابة .
صفحة ٦٣