============================================================
فقيل للأسوار: القه ولاتخس عنه (1)، فحمل كل ، واحد منهما على صاحيه فالتقيا ، وقبض المسكين على شكيمة(1) فرس الأسوار وضربه الأسوار بالسيف ضربة تطاطا لها المسكين ، فأصاب نباب السيف(2) أليته(2) فأثر فيها أثرا ليس بالكبير، ثم ثار اليه المسكين فضربه بالخنجر فى عنقه وجنبه فصرعه، ثم ضربه وهو ملقى ضربة آخرى، فأدخل سن الدرع حلقات فى جوفه، وقضى عليه فبات فيروز بلك الليلة فى موضعه ذلك يفكر فيما يأتيه من الأمر، ثم إنه استقاد لهواه فنفذ لوجه .
لوكان يقال : أول الهوى هوان (5)، وآخره هون(2) .
لوكان يقال : الهوى طاغية ، فمن ملكه أهلكه الاوكان يقال : الهوى كالنار إذا استحكم ايقادها عسر إخمادها ، وكالسيول إذا اتصل دها تعزر صدها .
لوكان يقال : ليس الأسير من أوتقه عداه أسرا، إنما الأسير من أوتقه هواه قرا وآرهقه خسرا.
قال الشيخ : ولما علم الخنشوار تصد فيروز احربه، حمل نفسه على التثبت ووكل امره إلى الأول الآخر، وسأله أن يغضب لعهوده وموائيقه التى لم ال يرع فيروز حقها، ولاخاف تبعة نكثها، وأخذ مع ذلك بحظه من الحزم فسد ثفوره، وجمع إليه جنوده ، وأعد للقاء فيروز عدته ، وأمهل حتى وطئ فيروز كثيرا من أرضه وتوسط مملكته ، وعاث فى بلاده(1)، وساء على رعيته أثره، نهض إليه ففاجاه وصدقه الجلاد، فانكشف فيروز منهزما وأسلم ما كان فى يديه، فقل الخنشوار رجاله وغنم أمواله وأمعن فى طلب فيروز حتى ظفر به قطه، وأسر أهل بيته وحماة اصحابه، فكانت العاقبة له .
(1) اى لاتغفل عنه .
(2) لجام الفرس.
(2) أى طرف السيف .
(4) الإلية : العجيزة أو ما ركب العجز وتتلى من شحم ولحم .
(5) الذل .
(6)ضعف .
(7) أى افصد فى بلاده .
صفحة ٤٧