============================================================
فى يده خنجر، وما ذاك إلا لبغيه وتعديه.
فقال فيروز: إنه لم يفر منه لعجزه عنه؛ بل لخوفه منا، ولم يكن ليفعل تلك الفعلة القبيحة ثم يشفعها بمظها.
فقال الوزير: أيها الملك : أرأيت إن دعوته إلى مبارزة ذلك المسكين ، الاوامنته من سطوتك فظهر ذلك المسكين عليه، أما تطم أن هذا مثل ضربه لى قيم العالم(1)؟ .
فقال الملك : لأفعلن ذلك، ثم إنه أحضر الأسوار فأمنه وأمره بمبارزة ذلك المسكين الثائر بأخيه، فأجاب إلى ذلك وجمع عليه سلاحه وركب فرسه ، وأتى بذلك المسكين ، فعرض عليه مبارزة الأسوار فأظهر الرغبة فيها والحرص عليها، فخوف من الهلك فلم يخف .
فقيل له : آما ترى درعه وسلاحه وفرسه، آما سمعت بفروسيته ونجدته واقدامه، إنك مهلك نفسك ومستميت، ولا اثم علينا فيى.
فقال المسكين : دعونى وإياه، فإنه على فرس الغرور وأنا علسى فرس البصيرة، وهو لابس درع الشك وأنا لابس درع التقة، وهو مقائل بسيف البغى وانا مقاتل بسيف الحق .
فقال الوزير لفيروز : أيها الملك : ان كلام هذا للمسكين أبلغ فسى التمثيل(2) ال والموعظة من ظفره بهذا الأسوار، فصن أسوارك واستبق نفسه ولا تعرضه للهلكة بلقاء هذا السكين ، واعمل فى رضاء هذا المسكين بالإحسان إليه ، فإن لم يرضه الا القصاص، فاقض له بالعدل الوف منق، واستتم عناية الأول الأخذ بك بعنايتك بالحق الذى يرضيه العمل به ويسخطه اجتابه .
فقال فيروز : لابد من أن أخلى بينهما والنظر إلى ما يكون منهما ، ان كان المسكين يختار ذلك ويرغب فيه، فأعاد وعرض مبارزة الأسوار على المسكين، فأصر على الرغبة فيها والحرص عليها ، وخوفوه الهلك فلم يزده تخويفهم الا جراءة وإقداما .
(1) القيم على الأمر : متوليه، وقيم العالم : خالصه ومتوليه صبحانه وتعالى.
(2) التمثيل : تصوير الشىء كانه ينظر إليه .
صفحة ٤٦