============================================================
فلما سمع عبد الملك مقالته علم فضله فى دينه وقال له : إنى أنا عبد الملك فاعتمدنى وارفع إلئ حوائجك.
فقال الشيخ : وأنا أيضا عبد الملك فهلم نرفع حوائجنا إلى من أنا وأنت له عبدان . فانطلق عبد الملك فعمل برأيه فأنجح.
فلما سمع الوليد بن يزيد ما أخبر به ذلك الكهل ، استرجع عقله واستظرف ابه وساله عن نفسه فتسمى له وانسب فلم يعرفه الوليد فاستحى منه وقال له: ال ان من جهل مظك من رعيته لعضيع.
فقال له الكهل : يا أمير المؤمنين إن العلوك لا تعرف إلا من تعرف إليها ولزم أبوابها.
فقال الوليد : كلا والله فلا توسعنا عذرا لا نستحقه، ثم أمر له بصلة معجلة ال وعهد إليه فى ملازمة بابه عهدا فكان يستمتع بأدبه إلى أن كان من أمر الوليد ما هو مشهور روضة رالقة، ورياضة فيقة قل : لما عزم اسهم الموينين محيد الامن (1) على اغراع عد الخلفة عن اخيه عبد الله المامون(1)، والمامون إذ ذاك مقيم بخراسان(1) كتب إليه الأمين محمد الأمين : أبو عبد الله محمد بن الرشيد هارون ، ابن الهدى محمد ، ابن المنصور، الهاشمى العبادسى البغدادى، الخليفة . وأمه زبيدة بنت الأمير جعفر بن المنصور. عقد له أبوه بالخلافة بعده، فكان مليحا، بديع الحسن، أبيض وسيما طويلا ذاقوة وشجاعة وأتب ونصاحة، ولكنه سيىء التدبير، أرعن لعوبا، مع صحة إسلام ودين. عاش الأمين سبعا وعشرين سنة، وقل فى المحرم سنة (198) وخلافته دون الخمس سنين، سامحه الله وغفر له . سير أعلام النبلاء (1443) 1)المامون : عبد الله بن هارون الرشيد بن محمد المهدى بن أبى جعفر المنصور العباسى ، الخليفة، أبو العباس . ولد سنة (170ه) وقرا العلم والأنب والأخبار والعقليات وعلوم الاوائل، وامر بتعريب كتبهم ، وبالغ ، وعمل الرصد فوق جبل دمشق ، ودعا إلى القول بلق القرآن وبالغ ، نسال الله السلامة . وكان من رجال بنى العباس حزما وعزما ورأيا وعقلا وهيبة وحلما، ومحاسنه كثيرة فى الجلة . مات فى رجب فى ثانى عشرة سنة (611ه) . وله (48) سنة . سير أعلام النبلاء (1630) (2) خراسان : بلاد واسعة ، أول حدودها مما يلى العراق از انوار تصبة جوين وبيهق وآخر حودها ما يلى الهند طخارستان وغزة وسجستان وكرمان وشتمل على آمهات من البلاك منها : تيسابور وهراة ومرو. وهو إقليم فى شرق ايران حاليا. على الحدود
صفحة ٣٨