وأد الفتنة دراسة نقدية لشبهات المرجفين وفتنة الجمل وصفين على منهج المحدثين
الناشر
دار عمار للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م
مكان النشر
عمان - المملكة الأردنية الهاشمية
تصانيف
على من عند رسول الله، وقال أيضًا: لئن رجعنا إلى المدينة، أخبرت به النَّبيَّ - ﷺ ـ، فلامني الأنصار، وحلف عبدُ الله بن أبيّ ما قال ذلك، فرجعتُ إلى المنزل فنمتُ، فدعاني رسول الله - ﷺ - فأتيته، فقال: إنّ الله قد صدّقك ونزل: ﴿هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنْفِقُوا ... ... (٧)﴾ [المنافقون] " (^١).
مقالة أبي جهل، وما نزل فيه من القرآن
كان أبو جهل ينهى رسول الله - ﷺ - عن الصَّلاة، فكان كمن باع السَّلامةَ بالهلاك والعَطَب، وبلغ به الأمر أن توعَّدَ النَّبيَّ - ﷺ - أن يطأ على رأسه الشّريف إذا رآه يصلِّي عند الكعبة، حتّى نزل فيه قوله تعالى: ﴿أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى (٩) عَبْدًا إِذَا صَلَّى (١٠)﴾ [العلق].
أخرج البخاري في تفسير (سورة العلق) باب قوله تعالى: ﴿كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ (١٥) نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ (١٦)﴾ [العلق]، قال: " قال أبو جهل: لئن رأيت محمّدًا يصلّي عند الكعبة لأطأنّ على عنقه، فبلغ النَّبيَّ - ﷺ ـ، فقال: لو فعله لأخذته الملائكةُ " (^٢).
مقالة أبي لهب وما نزل فيه من القرآن
قال ابن عبّاس ﵄: " صَعِدَ النَّبيُّ - ﷺ - الصّفا ذات يوم، فقال: يا صَبَاحاه، فاجتمعتْ إليه قُريشٌ، قالوا: مالكَ؟! قال: أرأيتُمْ لو أخبرتُكُمْ أنّ العَدوّ يُصبِّحُكم أو يُمسِّيكم، أما كنتُم تُصدِّقوني؟ قالوا: بلى. قال: فإنّي نذيرٌ لكم بين يديْ عَذابٍ شديدٍ، فقال أبو لهب: تبًّا لكَ ألهذا جمعتنا؟! فأنزل الله: ﴿تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (١)﴾ [المسد] " (^٣).
_________
(^١) البخاري "صحيح البخاري " (م ٣/ ج ٦/ ص ٦٤) كتاب تفسير القرآن.
(^٢) البخاري "صحيح البخاري" (م ٣ / ج ٦/ ص ٨٩) كتاب تفسير القرآن.
(^٣) البخاري " صحيح البخاري " (م ٣/ج ٦/ص ٢٩) كتاب تفسير القرآن.
1 / 54