============================================================
انة . اللو الفعل ارسة الوسما وهم لا يقفون مع غيرهم في تحد وجدال، إذ إن هذه الأقوال تقتضي من الإنسان أن يهتم بنفسه، والخاسر - لا قدر الله - من كان يتمنى على الله الأماني.
لذا فهم أشفق على غيرهم حينما يناقشوهم؛ لأن بقاء غيرهم على فهمه يفضي إلى بقاء بعض العامة والبسطاء على المعاصي ما دامت هناك مغفرة أو خروج من النار و لكن حب الغلبة من غيرهم تركهم يكلوفم إلى ما ذهبوا إليه، واستخفاف غيرهم معتقداهم أبعدهم في غالب الأحيان إلى نقص نصحهم ونقاشهم. ويفهمون أن المنطق السليم والمفهوم من المسلمين جميعا أن من لم يرتكب إنما قط ولا معصية، أو ارتكب إنيم وبادر إلى التوبة أنه ناج من العذاب باستقامته، أو بتوبته بعد غفلته، وداخل الجة برحمة الله، فهذا مسلك واضح أما المسلك الثاني وهو عدم الخلود في النار مع ارتكاب المعاصي وعدم التوبة والموت على ذلك مسلك غير مضمون الجانب، خاصة وأن الآيات الصريحة وضحت لهم ذلكا والطمع في الخروج من النار أو الشفاعة دون العمل الصالح لم ينقده الإباضية فقط كما أسلفنا، بل ذهب إليه علماء من الأزهر الشريف في العهد الحاضر أيضا. إذ لا يعقل ان يدعو الإسلام إلى العمل الصالح، ويفتح الشهية للركون إلى الكسل والمعاصي .
و نورد الأدلة من القرآن الكريم ملمحين إلى الغرض من إيرادها: 1- قال الله تبارك وتعالى: (وقالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودة قل اتخذتم عند اله عهدا فلن يخلف الله عهده أم تقولون على الله ما لا تعلمون بلى من كسب سيية و أحاطت به خطئاته فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون) (1). فحتى لو نزلت الآية في المشركين واليهود، فإن ما يردي هؤلاء في النار ويخلدهم فيها كاف لأن يردي غيرهم من العباد، وزيادة قوله تبارك وتعالى: {بلى من كسب سيئة) يدخل فيها كل من تشملهم كلمة (من))، وهم الناس جميعا (1) سورة البقرة: 80 -81.
صفحة ٥٢