بل فتح له في السقف نافذة يدلى له العلف منها وقتل عدة خدامين . وإذ ذاك أخذ المفاتيح وتقدم من الباب وكان الأصطبل في جانب الإيوان عند اسفله ففتحه ونظر إلى الداخحل وإذا به يرى الجواد قد صهل صهيلا قويا فتعجب من عظم جثته وهول منظره وتاقث نفسه إليه وتقدم بقلب قوي إلى الداخل وكان الجواد مقيدا بالحديد بيديه ورجليه مشبوحا بالسلك ومع ذلك كان يضرب بيديه ورجليه فيسمع له قرقعة وضجيج يرتج منه الأصطبل بل الإبوان برمته ولا قرب منه ضربه بيده على رأسه وأخرجه مقيدا بعد أن استلم زمامه فهدأ الجواد قليلا ولا صار في الخلاء نظر إلى جهة قصر بنت الملك فوجدها تنظر إليه باسمة كأنها راضية عن عمله فعرف انها غير خائفة عليه بعد أن رأته فعل ما فعل بالأسد وقتل كانه الهر الضعيف فاشتدت به الرغبة إلى تمام عمله وأراد أيضا أن يرى الملك ما يفعل بالجواد ويقهر بختك الذي كان ينظر إليه منتظرا أن يفك قيود الجواد ويحله من عقاله وبعد ان استقر في نصف الساحة تقدم من رجليه ففك القيود وحالما شعر الحواد بإطلاقه ضرب رجله بالأرض فحفر فيها خليجا عميقا ثم رفع يديه با لحواء واستوى واقفا وأنحدف إلى جهة الأمير حمزة قاصدا إن يفعل به كما فعل بغيره من الفرسان الذين قصدوا ركوبه فصاح به بصوت قوي وضربه بكفه على صدغه وشد له بمقوده فغيب هذاه وضيعه ووقف هادثا ساكدا خائفا فأخخل اللجام وأدخله فمه دون أن يبدي منه أقل حركة أو ممائعة كانه عرف ان هذا الفارس هو فارسه الذي يستحق ان يركبه ويملك قياده ووضع السرج على ظهره وشده وقفز من الأرض إلى ظهره كأنه فرخ النعام وأزسل' نظره بدخفة إلى جهة قصر مهردكار فرآها تزيد ابتساما وعلائم الفرح والمسرة تطفح على وجهها فأطلق الحواد من تحت قصرها وقد صاح فخرج كأنه السهم إذا انطلق حتى كادت لا تراه العيون لخفة جريه وسرعة مشيه وبأقل من دقيقة مر من تحت المكان الواقفة فيه مهردكار فكادت تطير من الفرح ولولا جلها لرمت بنفسها عليه وذهبت قتيلة هواه غير ان وعده وعمله وأشارته جعلها أن تعلق الأمل بالاجتماع به بوقت قريب وبعد ان انتهى إلى آخر الساحة دار بالحواد إلى اللجهة الثانية ؤاطلقه فانطلق كالبرق الخاطف ومر من تحت الإيوان والملك واقف ينظر نظر المسرور المبتهج وعند ما رآه رفع بعينيه لنحوه أشار إليه: استشارة الأستحسان وأما بختك فإنه كاد أن يموت وتنفطر مرارته وثبت عنده أن الأمير حمزة ليس ممن يقهر وأن الجواد صار في قبضته فيستعين عليه في حروبه وعلى أخصامه ويتقوى عم| هو عليه ويزيد قوة وبسالة بواسطته وبقي الأفير جمزة يصول ويجول على ظهر الجواد حتى طاع ولان وسال العرق من جسده كالمجاري ولما رأى حمزة منه اللين وصل إلى باب الديوان ونزل عنه وإذا بالأمبر عمر قد انقض عليه فمسكه من مقوده وربطه إلى باب الإيوان ودشخل الأمير فتقدم منه بالأول بزرجمهر وقبله بين عينيه وهئأه بالجواد وقال له لقد اعطيت مالم يعط لغيرك وما ذلك إلا من توفيقك وسعادتك لأنك موعود بذلك من الله فقال ' ش 4
صفحة غير معروفة