له ان ما وصل إلي كان بمساعدتك والتفاتك وحبك ودعاك وأنا على الدوام متخذك عونا وسندا ومرشدا ومدبرا ولا أحيد عما تأمرني على الدوام ولو كان بذلك موتي وفنائي ومن ثم تقدم حمزة من'الملك فقبل يديه فقبله وقال إن هذا الجواد لم يخلق إلا لك وقد أبى أن يعلو على ظهره سواك ولذلك سمحت لك به وقدمته ليكون جوادك الخصوصي تقاتل به أعداءك ثم التفت أيضا إلى جهة بختك وقال له لقد كان سبب وصول هذا الجواد لي بواسطة مساعيك ولولم ترسل لي من يخبرني عنه لما عرفت به فلأجل هذه الغاية فقط أشكرك . فوقع هذا الكلام على بختك وقع الصاعقة لأنه كشف له عن عمله فتلافى أمره وقال له والنار تتقد في أحشائه لقد ظهر لك حبي وأن على الدوام أريد ان تكون ممتازا على غيرك وذلك لعلمي أن سيدي الملك يرغب فيك كل الرغبة ويطلب على الدوام أن تكون في الدرجة الأولى بين رجاله فأنا وجميع المخلصين للملك يتمنون لك الخير حبا فياك ورغبة في مجاراته لأنه سيدنا والنار تنذرنا على الدوام بطاعته وموافقته على كل ما يطلبه منا ويريده فحفظته لنا وأبقيته سالا ' مدى الأيام والأعوام فلم يخف على الأمير حمزة أن كلامه هذا كان خلاف ما اضمر ورغب .
وبعد ذلك دخل الملك إلى ديوانه وجلس على كرسيه وإلى جانبه الأمير حمزة البهلوان وحوله باقي الأعجام من عرب وعجم وترك وديلم وغيرهم من القبائل والأمم وبعد أن استقر بهم الجلوس أمر ان تمد لهم بواطىء المدام والنقل ثم أمر لهم بالطعام فنهضوا إلى مقام.
الأكل فأكلوا واكتفوا وغسلوا أيديهيم ورجعوا إلى مراكزهم كل هذا والملك كسرى ينظر إلى وجه الأمير حمزة نظر المحب الحائم وهو متعجب منه ومن قوة بأسه وكثرة شجاعته وما وجد.
فيه من البطش والأقتدار الذي لم يوجد بغيره من بني الإنسان وهو يؤمل على يده الفوز والنجاح إلى أن كان المساء وعند انصراف الئاس نبض الأمير حمزة والملك النعمان ومن معهم من الأعيان والفرسان فخرجوا من الديوان وركبوا خيولهم وساروا بعد أن نظر الأمير معشوقته نظر المودع وبقي سائرا إلى صيوانه فدخله والجواد معه وهو فرحان به كل الفرح مسرور كل المسرة لا يرفع نظره منه وقد حسب ذلك من أكبر أسباب السعادة وعرف شدة احتياجه إلى مثل هذا الحواد الحسن وقال لأخيه عمر إني أرى نفسي في هذا اليوم مالكا الدنيا فهذا الجواد عندي أعز من الدنيا وأفضل لا يقاس به ثمن قال له إني أعرف ذلك وأطلب من الله الذي نولك مرادك وملكك الحواد يملكك مهردكار ويزوجك بها قال إن في ذلك لصعوبة عظيمة هل سمعت قبل الآن أن عجمية تزوجت ببدوي وبين البداوة والحضارة بون عظيم فقال له أن لم يكن سبق ذلك فاجعل أنت نفسك أول من سن هذه العادة فيتبعك غيرك عليها وما المانع من ذلك وني العرب لياقة أكبر من العجم لاسيها وأن بنت الملك حبك وهي نفسها تطلب ذلك وترضاه والملك يحبك ويتمنى لك كل خير وما طلبت منه امرأ الا وكان فعله أسبق اليه من قولك قال إني علقت بنفسي ممهردكار واعتمدت ٠ 84
صفحة غير معروفة