عدت إلى هذا*دع عنك مالا نحتاج إلى ذكره *واشرب حتى أغنيك صوتا ما سمعت مني مثله قط، فقاللها: هات، فغنت صوتا جودت فيه وأحسنت كل الامحسان ، وشرب فما ضبط نفسه فقال لها : ما أدري ايء قتلة اقتل هذا العاصي الملمعون . فقالت له : املا قدحك حتى أغنيك صوتا أحسن من كل ما غنيته ، فلما غنت وشرب زاد الأم عليه فقال لها : ويحك والله لا صبرت عن هذا العاصي، ولا دخلن إليه غدا وآخذ سيفي هذا، ثم جردسيفه ووقف واقفا وقال : ولا أزال أضربه هكذا وهكذا ، وأقبل يضرب به المسورة ، ويقول : أشتفي منه قلبي هكذا ، حتىقطعهاقظعة قطعة ، فلم تزل ترفق به حتى أخذت السيف منه ، وأقبلت تغنيه وتسقيه حتى سكرونام ، ونمت موضعي ولما كان في السحر بكرت إلى أحمد بن طولونوعرفته ما جرىل وتبينت الغيظ في وجهه ، وقال لي : امض ، وأمسك حتى دخل إليه في جملة المسلمين من غد ، فلما أراد الانصراف آمره بالجلوس ، فلما لم يبق أحد من المسلمين استدناه إليه ثم قال : يا هذا أسات إليك قط قال : لا أيها الامير . قال : أليس أنا أدر عليك أرزاقك وجراياتك وآرزاق من معك * قال : نعم آيها الامير . قال : ولا أخليك في الاوقات من صلة وجائزة * قال : نعم . قال : فبأي حال استوجبت منك آن تفعل كذا وكذا، وعرفه ما عرفته ، فقام الركي قائما ، ورفع رأسه إلى السماء وقال : رفعته علينا فصبرنا
صفحة غير معروفة