(فصل)
ولما كان مولانا الإمام الصوام القوام، العالم الهمام، غياث الإسلام، صفوة الله من جميع الأنام، ثمال المرملين والأيتام، ذو الحسب الشريف، والمنصب الباذخ المنيف، أمير المؤمنين المهدي لدين الله رب العالمين أحمد بن الحسين بن أحمد بن القاسم بن عبد الله بن القاسم بن أحمد بن أبي البركات إسماعيل بن أحمد بن القاسم بن إبراهيم[2ب-أ] بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب صلوات الله عليه وعلى آبائه الأكرمين، قد انتجبه الله من أكرم عنصر وانتمى، واستخلصه من الشجرة الطيبة التي أصلها ثابت وفرعها في السماء، فاستولى على أقطار المجد وغاياته، وتسنم ذروة الكمال في جميع صفاته، وارتقى إلى سماء الفضل حتى بلغ أقصى المآرب، ونال من الشرف والعلى أقصى المطالب، ولم يزل يتبع المعالي في مقاصدها، ويجمع قاطنها وشاردها حتى برز إلى حيث يتحسر عن وصفه طوامح الأفكار، ويشهد له كل فاضل بالسبق في مضمار الإيراد والإصدار، فنظم أشتات الفضائل، وأخذ برقاب المحامد، فلم يدع فنا من فنون العلم حتى خاض لجة الزخار، واستخرج من عيون درره الأبكار، حتى كانت ألمعيته تحيط بجوامع الصواب، وتدور بكواكب السداد.
هيهات لا يأتي الزمان بمثله ... إن الزمان بمثله لبخيل
صفحة ٧