(فصل)
ونحن نذكر جملا من مناقبه وخصائصه التي تفرد بها وبرز على غيره
في مضمارها، فلنبدأ بنسبه الشريف، ثم مولده عليه السلام، ثم صفته، ثم نشأته، ثم خصائصه في العبادة والورع والزهد، ثم خصائصه في الكرم والسخاء، ثم خصائصه في حسن الخلق ثم في جودة رأيه وتوقد ألمعيته، ثم بذكر مناقبه في العلم، ثم مناقبه في ثبات القلب، ثم بذكر مناقبه في البلاغة، ثم بذكر حسن معاشرته لأهل زمانه حتى غلب على قلوبهم حبه، ثم نذكر جملا من فضائله وبركاته، ثم نذكر السبب الداعي له إلى القيام، ثم نذكر دعوته العامة وبيعته، ثم نتكلم في سيرته على وجه الإجمال، نبدأ بأول سنة نذكر حوادثها فإذا انقرضت ذكرنا السنة التى بعدها وحوادثها سنة سنة حتى نأتي على مدة دولته إلى أن مضى شهيدا فائزا بخصل السبق، مؤديا لما أمر الله به في أمر الأمة، لا نستثني في ذلك إلا مشيئة الله سبحانه ولطفه وتوفيقه.
(فصل في نسبه)
هو في الظهور فلق الصباح، ونور الشمس، وضياء البدر، خفقت في أفق الشرف الباذخ ذوائبه، وطلعت بأنوار الفخار كواكبه.
للمصنف رضي الله عنه:
نسب علا فوق السماء فخاره
وتفرعت أغصانه من دوحة
أضحى به المهدي في أفق العلى
شرف تحجزه وفخر ناله
لا يزال يخفق فوقه علم الهدى
... وتربعت فوق النجوم مناصبه
وأطل فوق العالمين ذوائبه
بدر يمد من الذكاء كواكبه
يقضي بذاك وليه ومحاربه
وتحف بالنصر العظيم مواكبه
صفحة ٨