(فصل)
ولما كانت المعرفة بالإمامة من فروض الدين اللازمة، وأصوله الواجبة، وكان جديرا بها من أولاد السبطين عليهما السلام، المنتسبون إليهما بآبائهم من تردى ملابس الكمال، وجمع من خصال الشرف والفضل عدة خصال، قد أجمع العلماء الراشدون عليها وقضوا بوجوبها، وأضافوا سائر خصال الإمامة إليها من الذكورية والحرية والإسلام وكمال العقل، وهي أن يكون عالما بما تحتاج إليه الأمة بحيث يجب أن يكون من أهل الاجتهاد، وأن يكون ورعا عن المحرمات، بعيدا عن القاذورات، جوادا سخيا، متجنبا للإسراف والتبذير، يضع الحقوق مواضعها ولا يمنعها أهلها، صحيحا في بدنه، سالما من المنفرات، مضطلعا بأمر الأمة، شجاعا مقداما ثابتا في مواطن الجلاد والجهاد كما كان سلفه عليهم السلام وأن لايكون في زمانه إمام سابق كامل الخصال قد تقدمت دعوته ووجبت طاعته.
صفحة ٦