صانعه وعن نصله فبعث به إلى أصحاب السيوف بباب الطاق فعرفوه وأحضروا رجلا ابتاعه من صيقل هناك فقيل له لمن ابتعت هذا السيف فقال لرجل يعرف بابن الضبعى كان أبوه من أصحاب ابن الفرات وتقلد له المظالم بحلب فأحضر الضبعى الشيخ وجمع بينه وبين هذا المدعى إلى بنى أبى طالب فأقر بأنه ابنه فاضطرب الدعى وتلجج في قوله فبكى الشيخ بين يدى الوزير حتى رحمه ووعده بأن يستوهب عقوبته ويحبسه أو ينفيه فضج بنو هاشم وقالوا يجب أن يشهر هذا بين الناس ويعاقب أشد عقوبة ثم حبس الدعى وحمل بعد ذلك على جمل وشهر في الجانبين يوم التروية ويوم عرفة ثم حبس في حبس المصريين بالجانب الغربي (وفى هذه السنة) اضطرب أمر خراسان لما قتل أحمد بن إسماعيل واشتغل نصر بن أحمد ولده بمحاربة عمه ودارت بينهما فتوق فكتب أحمد بن على المعروف بصعلوك وكان يلى الرى من قبل أحمد بن إسماعيل أيام حياته إلى المقتدر ووجه إليه رسولا يخطب إليه أعمال الرى وقزوين وجرجان وطبرستان وما يستضيف إلى هذه الاعمال ويضمن في ذلك مالا كثيرا وعنى به نصر الحاجب حتى أنفذ إليه الكتب بالولاية ووصله المقتدر من المال الذى ضمن بمائة ألف درهم وأمر بمائدة تقام له في كل شهر من شهور الاهلة بخمسة آلاف درهم وأقطعه من ضياع السلطان بالرى ما يقوم في كل سنة بمائة الف درهم (وفى هذه السنة) ركب المقتدر إلى الميدان وركب بأثره على بن عيسى الوزير ليلحقه فنفرت دابته وسقط سقطة مؤلمة وأمر الخليفة أصحاب الركاب بإقامته وحمله على دابته فأنهضوه وحملوه وقيلت فيه أشعار منها سقوطك يا على لكسف بال * وخزى عاجل وسقوط حال فما قلنا لعا لك بل سررنا * وكان لما رجونا خير فال
صفحة ٣٦