============================================================
فىيى بيت ماله يلتمسه ويستدعيه ، ولكن لمتا كانت من الفروض اللازمة للامام على المؤمنين ، وبها قوام دين المؤمن ، تعين على أمير المؤمنين تعهد أوليائه بحملها يرفع لهم فى الأعمال الصالحات ، ويجتنوا بها ثمرة الباقيات ، ويقول الله تعالى :
(والباقيات الصالحات خيرعند ربك ثوابا وخير أملا(1) 18 - 46 ) ؛ ولما ورد كتابك تضمن فصل منه سؤالك قبول العذرفى تراخى حمل النجاوى إلى حين اجتماعها واحتشادها وحملها وما شرحته من السبب في ذلك ، فقد قدم آمير المؤمنين القول، وأوضح الأمر ، وآنه لا قصد له إلا توفرحظك وحظ المؤمنين من الرغائب، أن يجلببكم (ب) منها أفضل الجلايب ، وأنه لا يسع أحد من المؤمنين تأخيرها ، 00- ولا يحل له إغفالها ، ولا سيما من نصب الدعوة خاصة، أن يقدم الاهتمام (115) بها مع كل فرض من الأعمال ، وأن لا يرتضى منه فيها بالتمسح والإحلال ؛ فأما ما هو عليك فى الذمة عما تبرع به جدك، وسامحك أمير المؤمنين منه بنصفه وحللك منه بسؤالك ، ولم يجعل لك أن تؤخر حمل النصف بأى(ت) عذر تعذر به فيه عن فسك وعن سلفك الذى آخرجه من ماله ، وجعل عليك تبعته ودرك ماله ، ونولا موضعك المحروس من أمير المؤمنين ، وأنك داعيه الذي يجب أن يكون بلسانه فى أمور الدين ناطقا ، وفيما يعود بتأدية الفرائض على واجبها متحرقارت) وإلى الهدى مشوقا وشائقا ، وبما يرضى الله عاملا ومحققا ، لم ير أمير المؤمنين معاودة بعدما سلف من امره، وبان من تبصره .
فاعلم هذا من الأمر واعمل بحسبه ، إن شاء الله ، والسلام عليك ورحمة الله .
وكتب في العشر الآخر من ذى القعدة من سنة إحدى وثمان وأربعمائة .
الحمد لله وحده ، وصلى الله علىسيد المرسلين ، محمد نبيه المصطفى ، خاتم النبيين، وعلى آله الطاهرين ، الأيمة المهديين ، وسلم تسليما ، وحسبنا الله، ونعم الوكيل.
(1) في الأصل . مردا.
(ب) في الأصل . يجلبكم .
(ت) في الأصل . فاي .
(ث) في الأصل * متحرفا
صفحة ٨٥