============================================================
يد قلبه من لطائفه تثقيفا ، ويودع لطيفه أدبا وتصريفا ، ويرغم به معاطسا وآنوفا ، و يفتح للمناجح أبوابا ، ويكسوه منالهداية للمصالح أثوابا ، ولما أطلع الله (66) س
أميرالمؤمنين على استئتاره به ، وقبضه إليه ، والحاقه بآبائه الذين درجوا بعصمةالامامة متسربلى كريم مواقفها ، وانقرضوا مستبشرين بما قدموا لأخرتهم من تليد تليدها وطارفها ، نال أمير المؤمنين من فقده رزية رزت القلوب ، وخطب اوفى على فادحات الخطوب ، ونولا أن أميرالمؤمنين عين العالم أن المصلحة فيقضائه ، والتسليم ل لأمره فى كونه ومضائه ، لأظهر من الكآبة عليه ما إن أخفاه أظهره البرحاء والأسى، وإن ستره أبداه الوجد المتضرم فى الحشا ، وإن طواه عن العيون التى كانت به قريرة ، نطقت به دموعها المسفوحة الغزيرة ، وأمير المؤمنين يعزيك عن هلسكه (1) ند ه ويدعولك بالبقاء بعده ، وأن يلبسك الله قيص ولائه ودينه وجده ونسكه ، ويسليك عنه بالماضيين من الناس الذين تضمنتهم المضاجع ، وأوردتهم هذه المصارع، و بحكم(ب) محافظة أمير المؤمنين لذوى الحرمات على الحرمات ، وأنه لايضيع أجر
من ندب (67) منه الطاعات ، وسعى المساعى المصلحات ، فقد رأى أن يصطنعك سد.
ويلحقك برتبته ، ويتصبك منصبه ويرق بك درجته ، ويجعل إبتداء امرك كاخر أمره ، ويرفع بضبعك حتى تعلو بك هضبات الشم وغوار به ، وتطا بقدمك سنام م شرف الاصطناع وغاربه ، فإنه مافقد من أنت اعتياضه ، ولا هيض جناح آنت قذ ته وريشه ، والبدور تعود إلى كمالها إذا كمل نقصانها ، وأنت الكوكب الذى قدح 0 أمير المؤمنين زنادك فأوريت، ونور بك سماء الدعوة فطلعتوسموت ، ولماتم رأى أمير المؤمنين على ذلك وحضر حضرة السيد ، الأجل، أميرالجيوس ، سيف الاسلام ، ناصر الامام ، كافل قضاة المسلمين ، وهادى دعاة المؤمنين ، أبو النجم بدر المستنصرى - عضد الله به الدين وأدام قدرته وأعلى كلمته - وهو قسيم المهجة وخدينها ، وولى الدعوة وقرينها ، والعضب القاطع ، والبرهان اللامع ، ومحاه لدى
(1) أي هلاكه .
(ب) في الأصل . تحكم .
صفحة ٦٠