ثم استقراهم واحدا واحدا فكلهم فعل ذلك حتى أتى امرأ القيس فوجده في دمون مع نديم له يشرب ويلاعبه بالنرد فقال له: قتل حجر. فلم يلتفت إلى قوله وأمسك نديمه. فقال له امرؤ القيس: اضرب. فضرب حتى إذا فرغ قال: ما كنت لأفسد عليك دستك. ثم سأل الرسول عن أمر أبيه كله فأخبره فقال (من الرجز) :
تطاول الليل علينا دمون ... دمون إنا معشر يمانون
وإنا لأهلنا محبون
وقال أيضا (من الطويل) :
خليلي ما في الدار مصحى لشارب ... ولا في غد إذ ذاك ما كان مشرب
ثم قال: ضيعني أبي صغيرا وحملني دمه كبيرا. لا صحو اليوم ولا سكر غدا اليوم خمر وغدا أمر. اليوم فخاف وغدا نقاف. فذهب القولان مثلا. ثم شرب سبعا فلما صحا آلى أن لا يأكل لحما ولا يشرب خمرا ولا يدهن بدهن ولا يلهو بلهو ولا يغسل رأسه من جناية حتى يدرك بثأر أبيه فيقتل من بني آله مائة ويجز نواصي مائة وفي ذلك يقول (من الطويل) :
أرقت ولم يأرق لما بين نافع ... وهاج لي الشوق الهموم الروادع
ولما جنه الليل رأى برقا فقال (من المتقارب) :
أرقت لبرق بليل أهل ... يضيء سناه بأعلى الجبل
أتاني حديث فكذبته ... بأمر تزعزع منه القلل
بقتل بني أسد ربهم ... ألا كل شيء سواه جلل
فأين ربيعة عن ربها ... وأين تميم وأين الخول
صفحة ١٣