وأقبل الموت فخلصه من حلمه أو من رؤياه في اليوم السابع من شهر يونيو سنة 1843م.
وتمت دورة الحياة التي غناها قبل ذلك بأكثر من أربعين عاما، فقال:
تطلعت روحي إلى السماء،
غير أن الحب جذبها إلى الأرض،
والعذاب قهرها بقوة.
هكذا أعبر قوس الحياة،
وأعود إلى حيث جئت ... (1983م)
«أنجارتي» وغموض الشعر الحديث
من مفارقات الشعر الحديث أن يكون الغموض من أوضح مظاهره، يشترك في هذا جانب كبير من الشعر الأوروبي والشعر الجديد في بلادنا. ومع أنني أعلم عن نفسي أن «أوضح» عيب في هو الوضوح، فسأحاول في السطور القادمة أن ألقي شيئا من الضوء على هذه الظاهرة التي طالما عذبت القراء، وحيرت النقاد، وتعجب منها الشعراء أنفسهم. وأحب قبل أن يتشعب بي القول في هذه المشكلة العويصة أن أقدم للمقال بمجموعة من الملاحظات العامة، تمهيدا للحديث عن ظاهرة الغموض في الشعر الأوروبي في القرن العشرين، وبخاصة عند واحد من أكبر شعرائه، وهو جوسيبي أنجارتي أعظم شعراء إيطاليا المعاصرين الذي يعده بعض النقاد من أكثرهم غموضا، بل يزعمون أنه من الداعين إليه والمؤسسين لنزعة قوية فيه ... (1)
يعبر الشاعر الجديد عن تجربة جديدة. هذه التجربة الجديدة تجعله يتناول اللغة تناولا خاصا ، يقوم بدوره على فهم خاص للحياة وظواهر الوجود. (2)
صفحة غير معروفة