الأدلة من الكتاب على أن القرآن كلام الله
الأدلة على أن القرآن كلام الله ثابتة في الكتاب ثم السنة ثم العقل.
أما الكتاب فقد قال الله تعالى: ﴿وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا﴾ [النساء:١٦٤]، فتكليمًا هنا مفعول مطلق مؤكد للعامل -الفعل-، وأهل اللغة يقولون: إن المفعول المطلق إذا أتى مؤكدًا للفعل فهو يثبت ما سبق من الفعل، كما تقول: قتلهم تقتيلًا، فإذا قلت: قتلت فلانًا فيحتمل أنك أزهقت روحه، أو أتعبته جدًا، أو أبلغت منه الجهد فلكي تقطع الأمر بدون احتمال تقول: قتلته قتلًا، فهذا نص في أن هذا إزهاق للروح، كذلك «كَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا» [النساء:١٦٤] أي: الكلام الذي يعلم معناه بصوت وحرف.
إذًا: الآية الأولى فيها إثبات أن القرآن كلام الله جل وعلا، وأن الله هو المتكلم، قال الله تعالى: ﴿وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا﴾ [النساء:١٦٤].
جاء بعض المعتزلة أهل البدعة والضلالة إلى أحد القراء السبعة فقال: أريدك أن تقرأ هذه الآية: (وكلم اللهَ) بفتح لفظ الجلالة لا بالرفع، ليكون لفظ (الله) مفعول به، فقال: إن فعلت فماذا تفعل بقول الله تعالى: ﴿وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ﴾ [الأعراف:١٤٣]، فبهت المعتزلي.
إذًا: فـ ﴿كَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا﴾ [النساء:١٦٤] دلالة بنص صريح على أن الله يتكلم، وأن القرآن كلام الله.
الآية الثانية: قال الله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُوْلَئِكَ لا خَلاقَ لَهُمْ﴾ [آل عمران:٧٧] إلى أن قال: ﴿وَلا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ﴾ [آل عمران:٧٧] جل وعلا.
وقال عن الكفار أيضًا: ﴿اخْسَئُوا فِيهَا وَلا تُكَلِّمُونِ﴾ [المؤمنون:١٠٨].
إذًا: أهل الكفر لا يكلمهم الله، فمفهوم المخالفة: أن أهل الإيمان لا يستوون مع أهل الكفر فلا يكلمهم الله.
فالفارق بين أهل السنة والجماعة: أن الله يشرف أهل السنة والجماعة وأهل الإيمان بالكلام منه جل وعلا.
الآية الثالثة: قال الله تعالى: ﴿وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ﴾ [التوبة:٦] كلام الله إضافة صفة إلى موصوف، الشاهد من هذا: أن القرآن كلام الله، قال الله تعالى: ﴿حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ﴾ [التوبة:٦] إضافة الصفة إلى الموصوف.
4 / 6