134

وأيضا، لو كان وجب عليه شيء بنفس الذات لكانت المعلولات في مرتبة الذات كيف ولا يجوزون ذلك أي كون الشيء واجبا على شيء بنفس الذات في سائر الماهيات، كما يقولون في الماهية من حيث هي، انها ليست الا هي، حتى كانت لوازمها في تلك المرتبة مقطوع النظر عنها، وأباحوا ذلك في الواحد الحق تعالى عن [1] ذلك علوا كبيرا.

نعم، الأشياء إنما تجب بذواتها، لأنه [2] حكم بوجودها وأمر بشهودها، إذ لا راد لقضائه ولا معقب لحكمه، لا أنها وجبت به سبحانه. وفرق ما بينهما أبعد مما بين الأرض والسماء. وكل [3] شيء إنما يجب بما يجب فيوجد عن الله تعالى، إذ الكل يصدر عن أمره ولا يجب عليه سبحانه شيء بوجه من الوجوه وهذا من أسرار علم الربوبية. والناس من ذلك في مرية ليس فوقها فرية ولا تسمع بقول أولئك المتفلسفة المختلفة الأهواء فانهم لن يغنوا [4] عنك من الله شيئا وإياك وأن تلتفت إلى أهواء هؤلاء المبتدعة الأشرار ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار [5] .

[وجه انه تعالى مقدر ومدبر]

مقدر لا بجول فكرة

«تقديره» [6] سبحانه للأشياء هو صدورها عنه ذوات أقدار وآجال، ووجودها

صفحة ١٤٩