133

ولن تجد لسنت [1] الله تحويلا [2] وذلك لأن الله عز برهانه أودع في كل حقيقة من الحقائق ما لا يمكنه الا بأن يظهر في الوجود الآثار وأن يتأدى الأمانة إلى اهلها من الأبرار والفجار، وأما الله عز شانه فليس يفعل بأن وجب عليه، ولا بأن يضطر في خلق ما خلق لديه وذلك لأن ذلك الوجوب إما ناش من ذاته سبحانه أو من غيره وإذ لا أثر للغير فلا معنى لكون اللاشيء مؤثرا، مع انه يلزم تأثره عز شأنه عن الغير؛ وكذا لا سبيل إلى كون الوجوب ناشيا من الذات [3] سواء [4] كان من الذات من حيث هي أو من صفة من صفاته، والا لكان الواحد من جميع الجهات فاعلا وقابلا إذ هو من حيث انه موجب (على اسم الفاعل ) غيره من حيث انه موجب (على اسم المفعول) فيتكثر الجهات وذلك ينافي الأحدية الذاتية.

وأيضا، من المحقق [5] عند أهل الحق انه سبحانه [6] لا يوجب شيئا ولا يقتضيه ولا يلزم هو [7] شيئا ولا يلزمه شيء وذلك لأن المقتضي للشيء والموجب له بذاته لا بد وأن يستكمل [8] به.

وأيضا [9] ، لو كان كذلك، لكانت النسبة إلى الغير نفس ذاته أو داخلا في ذاته؛ تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.

صفحة ١٤٨