فهاكه من منن الرحمن ... نظما حوى جواهر المعاني.
(فهاكه) أي خذه والضمير عائد إلى المراد في قوله وبمرادي فيه قد ظفرت، (والمنن) جمع منة بالكسر وهي النعمة، (ونظما) حال من الضمير المتصل بهاكه، وأما الكاف الذي فيه فهو للخطاب، (وحوى) بمعنى أحاط وجواهر المعاني حقائقها وما ينتفع به منها، (والمعنى) خذ هذا المراد الذي فزت بحصوله بعد إقدام وإحجام حال كونه كلاما موزونا قد انطوى على حقائق المعاني النافعة وذلك من نعم الموصل إلى خلقه أنواع النعم سبحانه وتعالى والله اعلم.
منطويا على طريقة السلف ... منقحا من كل نقد وزيف.
يقال انطوى على الشيء إذا احتوى عليه، (وطرقة السلف) هو مذهبهم الذي درجوا عليهم، وسلفك هو كل من تقمك من آبائك وقرابتك والمراد هاهنا أئمة الدين ومعنى (منقحا) مصفى، (والنقد) هو محل النظر في الشيء، مأخوذ من انتقد الدراهم إذا نظر إليها ليعرف جيدها من رديها، (والزيف) من الدراهم رديها والمراد به هاهنا المعنى الردي الذي لا يقبله أهل الفن شبهه الزيف من الدراهم بجامع الرد في كل منهما ثم استعار له اسمه ورشح الاستعارة بذكر النقد، (والمعنى) خذ هذا المراد الذي ظفرت به حال كونه نظما حاويا لحقائق المعاني ومنطويا على مذهب الأئمة، ومصفي من المواضع التي للأصوليين فيها النظر بالانتقاد، ومن الأشياء التي لا يقبلونها لرداءتها والله أعلم.
وقد رجوت الله أن يجعله وباقي أعمالي خالصا له.
صفحة ١٧