166

شرح شعر المتنبي - السفر الثاني

محقق

الدكتور مُصْطفى عليَّان

الناشر

مؤسسة الرسالة

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٢ هـ - ١٩٩٢ م

مكان النشر

بيروت - لبنان

التجانف: الميل والعدول وميافارقين: مدينة من العواصم، كان عسكر سيف الدولة بقربها، فيقول: إن هذه الخيل تتجانف عن ذات اليمن، وهناك كانت هذه المدينة المذكورة، فكأنها تعدل عنها مشفقة، وتجانبها في سيرها مترحمة. وَلٍوْ زَحَمَتْهَا بالَمنَاكِبِ زَحْمَةً ... دَرَت أَيُّ سُوْرَيْهَا الضِّعيفُ المُهَدَّمُ ثم قال: ولو زاحمتها هذه الخيل بمناكبها، وصادمتها بمواكبها؛ لأيقنت أن سور هذه المدينة مع شدة قوته، وشهرة منعته، كان يعجز عن زحام سورة هذه الخيل وينخر، ويضعف دون ذلك ويتهدم. وأشار بهذا الوصف إلى عظم هذا الجيش، وجعل سورًا، أخبر عنه على طريق الاستعارة. عَلَى كُلَّ طَاوٍ تَحْتَ طَاوٍ كَأنَّهُ ... مِنَ الدَّمِ يُسْقَى أوْ مِنَ اللَّحْمِ يُطْعَمُ الطاوي: الضامر البطن. فيقول: إن فرسان هذا الجيش، كلهم طاو في خلقه، ضرب في

1 / 322