عبدي يدي ومطيتي رجلي في أبيات، فأمر له الرشيد بعشرة آلاف درهم، وجارية حسناء بجميع آلاتها، وخادم وبرذون بجميع آلاته، واستوطن بغداد، وبها مات سنة تسع وثمانين ومائة، وقيل: مات بالري خرج إليها صحبة هارون الرشيد، وقيل: مات بطوس سنة اثنتين أو ثلاث وثمانين ومائة.
والإشارة بذا في قوله: في ذا النوع إلى المضارع الدال على الغلبة بدون داعي الكسر، والنوع الصنف والضرب والقسم، وكلها ألفاظ متقاربة المعنى في اللغة، وهو المراد هنا لأن ألفاظ كل فن تحمل على معانيها اللغوية إن لم يكن في ذلك الفن اصطلاح لها، فليس المراد بالنوع النوع المنطقي، وهو ما دل على كل، ولم يدخل في الحقيقة وهو ما به يكون الشيء هو، ولم يخرج عنها، بل هو مجموع الحقيقة.
ويعرف أيضا بأن الكلي الذي هو تمام الحقيقة كالإنسان، فإنه يدل على إفراد وليس بداخل في الحقيقة وهي الحياة والنطق، فبهما كان الإنسان إنسانا، ولا بخارج عنها، بل هو ما اشتمل على مجموع الحياة والنطق، والشيء لا يدخل في بعضه، كما لا يدخل في نفسه، ولا يخرج عن بعضه، كما لا يخرج عن كله، فهو صادق على حقيقة واحدة وهي الحياة والنطق بجنسها وفصلها، فإن الحيوان جنس ، والناطق فصل.
واشتهر تعريفه بأنه ما دل على كثيرين في الحقيقة، مختلفين في العدد، فإن الإنسان دال على أفراد أي أضاف كثيرة كالذكر والأنثى، وكالمجنون والعاقل وغير ذلك، وحقيقة هذا كله الحيوان الناطق، واختلف بالعوارض وهي الذكورية والأنوثية، ومعنى قولهم: مختلفين بالعدد أن أفراده مختلفة بالعوارض والشخصات، وأفراد النوع أصنافه، وأفراد الجنس أنواعه، واختلاف أفراده بالحقيقة كالحيوان فإنه جنس، وأفراده الإنسان والفرس وغيرهما، وكل من الإنسان والفرس نوع مخالف للآخر في الحقيقة، فإن حقيقة الإنسان الحيوانية والناطقية، وحقيقة الفرس الحيوانية والصاهلية، ومعنى كون الصهيل ذاتيا أنه طبع في الفرس معنى يصهل به، وإلا فصوت الصهيل عرض خاص.
صفحة ٦٦